Monday 30/12/2013 Issue 15068 الأثنين 27 صفر 1435 العدد

الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحفي مع الصحافة السعودية والفرنسية .. هولاند لـ(الجزيرة):

نعمل مع السعودية لتقوية مجالها الدفاعي .. ولدينا مشروعات جديدة ويهمنا أمن المنطقة

الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - محمد شديد:

قال فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأن علاقة بلاده مع المملكة علاقات تاريخية.. وعلاقات مبنية على تطابق وجهات النظر في الحياة الدولية والقضايا الشائكة.. موضحاً بأن المملكة وفرنسا ترتبطان بعلاقات من التفاهم والتنسيق في مجمل القضايا الدولية.

وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في السفارة الفرنسية لوسائل الإعلام السعودية والفرنسية، حيث استهل بيان قال فيه: هذه الزيارة الثانية لنا لهذا البلد الذي تربطنا معه علاقات قوية وقد التقيت مع خادم الحرمين الشريفين وبحثنا معه التعاون المشترك بين المملكة وبين فرنسا.. وما يحصل في العالم من مشاكل وقضايا الشرق الأوسط، وقال إنه منذ عقود والمملكة العربية السعودية وفرنسا تتمتعان بعلاقات وصداقات قوية جداً وطوّرنا علاقات تعمقت على طول السنين.. وأكد الرئيس الفرنسي بأنه في الآونة الأخيرة تعززت هذه العلاقات بفضل فهم مشترك وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واننا متفقون مع المملكة تجاه ما يحصل في سوريا والضرورة الملحة لإيجاد حل.. مشيراً بانه تم بحث دعم المعارضة التي تريد الديمقراطية.. وتريد المشاركة في بناء سوريا جديدة.. وان الحل السياسي مطلوب لهذه الأزمة التي طال أمدها.

وحول الملف النووي الإيراني، قال الرئيس الفرنسي بأن فرنسا ضد الانتشار النووي.. ومن حق أي بلد الحصول على الطاقة السلمية التي تكون مصدر للتقدم في المستقبل.. ولكن في المقابل نحن ضد انتشار مثل هذه الأسلحة وهو موقفنا في محادثات جنيف التي تمت مع إيران.

وأوضح أن مواقفنا متطابقة مع مواقف المملكة حيال ما يحصل في لبنان.. ونحن نرى أن التوازن اللبناني اليوم هش.. ووحدة لبنان وسلامته أمر مهم جداً لنا.. وأن تدفق اللاجئين إلى هذا البلد من سوريا يحتاج منا إلى دعم اللبنانيين.. لأن ثلث السكان اليوم في لبنان هم من السوريين النازحين، وعلى هذا الأساس نريد أن ندعم اللبنانيين وأن نقف بجانبهم متحدين مجموعين في هذه المرحلة بالذات.. ولقد أردنا من ذلك التنسيق والتشاور ان ندعم لبنان.

وفيما يتعلق بمصر أبان الرئيس الفرنسي قائلاً: نود وهذا موقف فرنسا أن يكون هناك انتقال سياسي للسلطة من خلال الانتخابات، ونأمل ذلك في وقت قريب، أما العلاقة بين البلدين فإننا نلحظ علاقات جيدة.. ملحوظة مؤخراً.. وأوضح أن المملكة العربية السعودية تعتبر أقوى شريك لفرنسا في الشرق الأوسط وان التبادل التجاري مع المملكة في عام 2013 بلغ 8 مليار يورو.. فرنسا هي المستثمر الأجنبي الثالث في المملكة.

وكشف الرئيس الفرنسي أن فرنسا حصلت على عقود هامة جدا مع المملكة في مختلف مجالات عديدة.. من خلال عقود تم إبرامها لمترو الرياض وهناك مصنع لتحلية المياه في المملكة.. وشركة آي اتي آس للأقمار الصناعية وشركة تليس ودي اس ان اس لبناء السفن.. وقال بأن ما أتمناه أن تكون هذه العقود وهذا التعاون مستمر.. وكل شركاتنا تعمل من أجل أن تبرهن على هذا المستوى المتميز.. وقدراتها على تلبية ما يحتاجه أصدقاؤنا السعوديون.. وهنا أيضاً ومع الملك عبدالله تطرقنا إلى المجالات التي توجد فيها آفاق تجارية تخدم البلدين.. في مجالات الصناعة الصحية التعليم العالي.. وقد وقعنا مع المملكة تطوير مشاريع كبرى في مجالات الصيدلة والأبحاث والجامعية والعلمية، وهناك أهداف محددة سوف ننفذها قريباً جداً.. بدءاً من تعلم اللغة الفرنسية وهناك مواضيع عدة في مشروعات النقل.. في المناطق الحضارية وشبكة النقل على الطرق والباصات ونقل المسافرين بالقطارات السريعة.. وهي آفاق جيدة أمامنا وفي مجال الطيران هناك محادثات جارية حالياً.. وكذلك في مجال الطاقة المتجددة والطاقة النووية.. هناك أهداف نريد تحقيقها على المدى القريب الطاقة النووية المدنية سوف تجتمع اللجنة المشكلة الشهر القادم لبحث هذه المواضيع وفقاً للأهداف التي تحددها المملكة.. وفرنسا مستعدة لهذه الأهداف.

وأوضح بأن هذه العلاقات قد أقرت علاقة اقتصادية بين البلدين ومالية بين البلدين، وهذا الاتفاق يهدف إلى رفع التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين.. في مجالات الابتكار التكنولوجيا.. وتنفيذ مشاريع مشتركة، وهذه إشارة ثقة بين البلدين وشجب العملية الانتحارية التي حصلت في روسيا ندين هذا العمل والإرهاب في كل مكان واننا نكافح الإرهاب وبيننا وبين المملكة جهود وتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

بعد ذلك أجاب فخامته على أسئلة الصحفيين.

حيث أجاب على سؤال لـ(الجزيرة) عن ما شهدته العلاقات السعودية الفرنسية في المجال العسكري خاصة المناورات والتمارين المشتركة وما تحتاجه المملكة من التسليح.

أوضح الرئيس الفرنسي قائلاً: منذ سنوات وعلاقاتنا مع المملكة قوية في مجال الدفاع ومثل هذه الأمور العسكرية في مجالات التدريب والمناورات وهناك شركات فرنسية عدة تعمل في هذا المجال.. وتلبية احتياجات السعودية من التسليح سوف أتحدث عن شيء منها مثل صناعة السفن البحرية والغواصات والمدمرات وشركة دي اي آس كما قلت سابقاً تعمل في مجال الأقمار الصناعية وغيرها من التعاون وشركة دلسي للصواريخ؛ إذ هناك شركات تعمل مع السعودية في مجال الدفاع وسوف أتحدث عن ذلك التعاون مع ولي العهد وزير الدفاع ونطور ما يحتاجه المملكة في مجالها الدفاعي.. الفكرة من كل ذلك هو الأمن والاستقرار.. كيف يمكن أن نحقق قدراً أكبر من الأمن والاستقرار في مثل هذه المنطقة الحيوية في العالم.

المسألة ليست في نهج هجومي.. لكن الأمن هو أهم شيء من خلال هذه الأسس نحن نعمل مع السعودية.. صحيح ان هناك نتائج قد تم تدشينها خلال عام 2013 وهي نتائج هامة جداً.. وبعضها منتظرة ومتوقعة 2014م..

وحول ما تردد بأن المملكة سوف تعطي لبنان 3 مليارات لشراء أسلحة فرنسية.. أوضح الرئيس الفرنسي بأن العلاقات بين المملكة ولبنان شأن سيادي للبلدين وليس لفرنسا أي شأن في ذلك وفرنسا مع لبنان وندعم لبنان بمعدات عسكرية للجيش وسوف نستجيب لمطالب لبنان: لماذا لأن لبنان يجب أن تبقى موحدة وسلامة أراضيه لكل اللبنانيين.. وكل مكونا الشعب اللبناني.. وإذا طلب منا تسليح الجيش اللبناني فسوف نستجيب لهذه الطلبات.

وحول سؤال عن استخدام المتطرفين من قِبل بشار الأسد يبرر القمع ضد شعبه، جوابي هو نعم هناك تحالف ضمني بين هذه القوى لمنع التوصل إلى حل في سوريا ومنع انعقاد جنيف (2) مؤتمر جنيف نريد منه العملية الانتقالية والتمديد هو عدم الحصول على نتيجة وسيبقى الوضع فيه قتل نريد مؤتمرا مفيدا يخلص ويلات الشعب السوري والوصول إلى حل سياسي.. ولكن لا يمكن أن يتحقق مع النظام الحالي.

وعن دور إيران في هذه المنطقة أجاب: لقد سمعنا تصريحات من الرئيس الإيراني والتقينا معه في نيويورك واتفقنا، الكلام جيد ولكن الأفعال أفضل.. وبما في ذلك حل مشكلة.. أما المفاوضات من المفاعل النووي الإيراني فموقف فرنسا واضح وحددنا مطالبنا على أسس واضحة وصريحة.. ولكننا لازلنا ساهرين ومتيقظين.

وحول سؤال عن البحث عن مصادر استثمارية تنقذ الاقتصاد الفرنسي ومكافحة البطالة.. قال: الكفاح ضد البطالة هو الكفاح اليومي عندي.. وعلينا أن نحسن القدرة التنافسية ويجب ان نفكر في فرص عمل للمستقبل.. وعلينا ان نفتح الآفاق امام العاطلين عن العمل وهذا هو الهدف من عقودنا مع المملكة أو مع غيرها.. لصالح الشباب والمسنين.. مشيراً بأن عجز الميزانية التي ورثتها عام 2010 «60 مليار يورو» عجز التجارة الخارجية وواجبي مع الحكومة والوزراء في زيارتنا أن نبحث وان نعمل على الترويج للامتياز الفرنسي في العالم، ويرافقني في هذه الزيارات عدد من أصحاب الشركات الكبيرة وذات الأحجام المتوسطة والصغيرة التي تريد العمل في السعودية.. كل العقود التي تم توقيعها هنا في المملكة أو العالم لها آثار على نمو الاقتصاد الفرنسي وفرص العمل في فرنسا.. زيارتي ليست للترويج للشركات الفرنسية.. بل لعلاقاتنا بهذا البلد وهذه الثقة بين البلدين ولا أحدد السياسة الفرنسية بالمصالح التجارية.. والسياسة هي توليد الثقة بين البلدين وأرقام البطالة والاستثمارات في وضع جيد.

وحول إمكانية تدخل فرنسا للصلح بين المملكة وإيران وان تلعب فرنسا وسيط نزيه بين البلدين أوضح بأن فرنسا تتكلم مع كل الدول بما في ذلك مع إيران وما نريده أن نرى الأفعال مع إيران وصدق النوايا.. والعقوبات لن ترفع عن إيران إلا إذا التزمت بالمعايير وبعد هذا الاتفاق سوف نفتح محادثات إذا نحن على استعداد على بناء الجسور.. ونحن قادرون على ذلك.. وأمن المنطقة هو من أولوياتنا عدم قبول الأسلحة في إيران.

وحول سؤال عن ما يتعلق بالأزمة السورية.. ونقل السلطة أؤكد لكم بأن في الملف السوري نحن متفقون مع المملكة على هدف واحد وهو البحث عن الحل السياسي وتسليم العملية الانتقالية إلى أيدي أمينة.. وموقفنا مع المملكة واحد ونريد أن ننتهي من هذا الوضع المروع في سوريا.. وما يتردد على ذلك في المنطقة برمتها.

موضوعات أخرى