Friday 17/01/2014 Issue 15086 الجمعة 16 ربيع الأول 1435 العدد
17-01-2014

التنبيش الاجتماعي!!

يبدو أن بعض قنوات التواصل الاجتماعي تبنَّت كثيراً من القضايا الوطنية والاقتصادية بل والسياسية، واستلمت مهمة التفتيش والتنبيش عن الأخطاء والتجاوزات الإدارية والمشاريع المتعثرة والمتأخرة، عدا الكشف عن إهمال بعض المسؤولين وتقاعسهم في أداء واجباتهم بعدما رأت قصورهم وتخاذلهم عن القيام بالمهمات الموكلة لهم من قِبل ولي الأمر.

ويكفي أن يضع أي شخص بحسابه في تويتر خبراً مع صورة بائسة لمشروع متعثر، أو سرير متهالك أو مريض مهمل في مستشفى، أو لوحة شارع تحمل اسم أحد القدماء من المشركين، أو لقطة لمسؤول وهو يزجر مراجعاً بسيطاً؛ ليتم تناقل الخبر مدعّماً بالصوت والصورة فتقوم الجهة المختصة فوراً وبسرعة فائقة لتدارك الأمر سواء بالتبرير أو التصحيح أو التوضيح أو الاعتذار أو تحسين خدماتها!!

والحق أن سرعة تجاوب المسؤولين مع انتقادات المجتمع وملاحظاتهم عبر تويتر، يشير لوجود مراقب اجتماعي يقظ يكشف عن الأخطاء، وراصد نبيه يتابع سير الأعمال ويكشف عن جوانب القصور ويفضح الفساد، بل ويساهم في تحسين الأداء حيث انتفت عبارة: (لا صحة لما ذكر في صحيفتكم) التي يتخذها بعض المسؤولين ذريعة للتهاون أو تكذيب الصحف أحياناً!!

وسبب نجاح قنوات التواصل الاجتماعي جماهيرياً، لأنها معجونة بهموم الناس وقريبة من نبض الشارع وملامسة إحساس المواطن ووجدانه.. والحق أن تويتر حقق جماهيرية واسعة نتيجة لوصول الخبر سريعاً ومن موقع الحدث مباشرة، ولا يمكن تجاهل نجاحه في الكشف عن حالات التّحرش والقضاء على كثير من السلبيات والتجاوزات والإهمال في أغلب المستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية وتسليط الضوء على القصور والتسيب في القطاعات المختلفة ومتابعة أوضاع المطاعم السيئة والبوفيهات التي لا تطبق المعايير الصحية، فاستنهض همم المسؤولين الحكوميين، وعزز مبدأ المساءلة.

الجميل أن بعض المسؤولين والوزراء استبق النقد وتواءم مع التقنية الحديثة، حينما عمد لإنشاء حساب خاص به يتواصل من خلاله مع المواطنين ويتلقى شكاواهم ويتابعها.

ولئن كان تويتر وسيلة إعلامية اجتماعية تطوف العالم بسرعة خاطفة لتروي ما يحصل من كوارث وحوادث لحظة وقوعها، وتفتّش وتنبش خلف الكواليس؛ فإنها تُعد إحدى روافد الصحف الورقية التي تحرص على تقديم الأخبار الموثوقة والصحيحة، ونشر المقالات الرصينة التي تحمل الفكر وتدعو لإرساء الوعي، عدا عن كونها وسيلة بين المعلن والمستهلك، بعيداً عن الإثارة وبث الإشاعات وتبادل الشتائم والاندفاع في الكتابة دون تفكير!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب