Saturday 18/01/2014 Issue 15087 السبت 17 ربيع الأول 1435 العدد
18-01-2014

إصلاح التعليم من أين يبدأ المديرون الفعالون في المدارس -4-

«لا توجد مدرسة ناجحة دون مدير فعال، من هنا تحتاج المؤسسات التعليمية المدربين الفاعلين الذين يرتقون بأداء المدارس المنخفض ويرفعون نسب التحصيل لدى الطلاب»

هذه العبارة تحديدا والتي جعلت من مدير المدرسة أقرب إلى مدرب استهوتني لأمضي في البحث عن فاعلية مدراء المدارس في إصلاح التعليم ثم قادتني باتجاه الاطلاع على المقال الذي نشر بصحيفة وايت لمدير برنامج مشاريع الأسرة الجديدة بمركز قيادة الأطفال بجامعة ستاند للوالدين /تايلور وايتمير/ الذي يعمل مديرا لهذا المعهد غير الربحي، والذي يسهم في تطوير القيادة وتأهيل الأطفال وتدريبهم حتى بعد تخرجهم من الجامعات، كما يتيح هذا المركز الذي يعمل تايلور مطورا له على إنفاذ السياسات التعليمية وتمكين أسر الطلاب من الفرص بالمدارس، ويعرف تايلور وايتمر بالاضافة لإدارته هذا المركز بأنه من الكتاب المشاركين في تأليف كتاب الأحلام القابلة للتحقق كما له دروس ومحاضرات ومشاركات واسعة في إثراء وتأسيس عدة مدارس مرموقة والعمل على إنفاذ سياسات التمويل والسياسات الوطنية والحكومية التي يسعى مركز قيادة الأطفال لإرسائها .

منحت وزارة التربية والتعليم صلاحيات لمدراء المدارس لكنها عادت وألغتها ومنحت مدراء التعليم في المناطق صلاحيات واسعة لكن كثيرين لا يستخدمون صلاحياتهم خوفا وتحرزا من ارتكاب الخطأ وتحمل المسئولية.

أقرت الوزارة ميزانية تشغيلية للمدارس تسلم لمدراء المدارس لكنها ضئيله ولا تسد الحاجة إذ لم تبن على معايير واقعية وحتى نصل إلى المدرسة المنتجة التي تسهم في التمويل حيث تتعدد مصادر تمويل أنشطتها واحتياجاتها فإننا بحاجة إلى الوصول إلى المديرين الفعالين .

في بريطانيا التقينا ضمن برنامج تدريبي تلقيناه هناك مع مدير مدرسة يدير ثلاث مدارس متميزة. وتوليه الوزارة في كل عام مدرسة مخفقة حتى يتجاوز بها العثرات.

إن مدراء المدارس هامين في تطوير وضمان التدريس الفعال وتحسين تحصيل الطلاب وتحويل المدارس ذات الأداء المنخفض إلى مدارس ناجحة.

كما أن بريطانيا تختار كل نهاية أفضل عشرين مديرا من مدراء المدارس وتأخذهم برحلة صيفية إلى دولة متقدمة في التعليم مثل فنلندا لكي يطلعوا على تجربتها المتميزة.

لاحظ هي لاتأخذ موظفي الوزارة الكبار لأن هؤلاء يفترض إنهم لم يصلوا المناصب إلا وهم مؤهلون تماما.

وتكمن أهمية قادة المدارس في أن الباحثين وجدوا أن ما يقرب من 60 في المئة من تأثير المدارس على تعلم الطلاب يعزي للمعلمين: 25 في المئة لمدراء المدارس و33 في المئة للمعلمين. (حسب مقال وايتمر) وتعكس هذه الأرقام بالفعل دور مدراء المدارس لأن مدراء المدارس مسئولين عن توظيف وتطوير واستبقاء المعلمين الفعالين. وفي حين أنه يمكن للمعلم الفعال الفرد تعزيز تعلم الطلاب في أي سنة معينة، يمكن لمدير المدرسة فقط ضمان تدريس فعال في كل الفصول الدراسية وفي جميع الصفوف. وإذا لم يكن لدي الطلاب العديد من المعلمين الفعالين في الصف الواحد، يتم محو جميع المكاسب التي صنعوها في الفصل الدراسي للمعلم الفعال الواحد في عامين مع المعلمين الأقل فعالية.

وفي حين أنه تحتاج جميع المدارس لمدراء مدارس فعالين، فإن قيادة المدير القوي هامة علي وجه الخصوص للمدارس ذات الأداء المنخفض التي تحتاج للتحسين السريع وقد يكون عامل حاسم بين النجاح والفشل. ولم يجد الباحثون مثال واحد للمدرسة المتحولة دون وجود مدير مدرسة فعال في الرئاسة.

من أجل تحسين فعالية مدير المدرسة وبالتالي تحصيل الطلاب، ينبغي على الوزارة إجراء ثلاثة تغييرات رئيسية وهي:

1 - إصلاح برامج إعداد مدراء المدارس الجدد

2 - الاهتمام بتحسين برامج تطوير مدراء المدارس الحاليين.

3 - تجديد وتحديث الممارسات الحالية لمدراء المدارس .

4 - إزالة العوائق التي تحول دون استقلالية مدير المدرسة .

5 - اختيار خمسة آلاف مدير من مناطق المملكة بمعدل خمسين مدير - تقل أو تزيد - حسب حجم المنطقة وكثافتها السكانية وعدد المدارس فيها وويعد هؤلاء إعدادا متكاملا ويتلقون تدريبا داخليا وخارجيا ليكونوا مدربين ومديرين فعالين يطورون مدارس مناطقهم ويقودونها للتقدم في نسب التحصيل الطلابي .

إن الاهتمام بإعداد قادة المدارس الفعالين أجدى بكثير من الهدر المالي على تدريب من لم يتبق على تقاعدهم سوى سنة أو سنتين أو بضعة أشهر والتعامل مع دورات التدريب الخارجية وكأنها مكافأة نهاية خدمة!!

لن يصلح التعليم إلا حين نحدد غاياتنا ونختار الطريق المستقيم الذي يوصلنا حتما إليها من أقصر الطرق.

أصلح الله تعليمنا وأصلح القائمين عليه وسدد الله خالد الفيصل لإحداث نقلة نوعية تراكمية.

يشهد لها القريب والبعيد. اللهم آمين.

f.f.alotaibi@hotmail.com

Twitter @OFatemah

مقالات أخرى للكاتب