Monday 20/01/2014 Issue 15089 الأثنين 19 ربيع الأول 1435 العدد

شركات التوظيف تفصح عمّا يطلبه المرشحون لتولّي المناصب

بقلم - بوريس غرويسبرغ:

على خلفيّة النقص في أعداد المسؤولين التنفيذيين الموهوبين، ما السبيل لتنجح الشركات في استقطاب أفضلهم وألمعهم؟ ما الذي يبحث عنه المسؤولون التنفيذيون لدى أرباب عملهم الجدد؟ كيف تتحوّل شركة إلى الوجهة المختارة للمواهب، في أعقاب أزمة مالية؟

بهدف الإجابة عن هذه الأسئلة، أجرينا في العام 2010 استطلاعاً، شمل عشرات كبار مستشاري البحوث، العاملين لدى شركة عالمية كبرى هامّة في مجال توظيف المسؤولين التنفيذيين. وسألناهم عن الصفات التي يتمنّى ألمع المرشحين إيجادها لدى أرباب عملهم المستقبليين. وتبيّن أنّ الإجابة عن هذا السؤال تنطوي على فوارق دقيقة، تتعدّى مفهوم جني الثروة وإحراز تقدّم في المسيرة المهنيّة.

ويشار إلى أنّ العوامل التي يدرسها المرشّحون لتولّي مناصب تنفيذية، الذين يقيّمون فرصة عمل قد تسنّت لهم، تندرج ضمن ثلاث فئات:

الشركة

+ منصّة عمل الشركة وسجلّ أدائها: أوضح عدد كبير من المشاركين في الاستطلاع أنّ المرشّحين لمناصب تنفيذية يولون أهمية كبرى للتعامل مع شركة ناجحة. إلى ذلك، يتطلّع المرشحون إلى موارد الشركة التي قد تساعد مسؤولاً تنفيذياً جديداً على التعاطي مع العملاء بفعاليّة، لاسيما الاسم التجاري، وسمعة الشركة وعلاقاتها الخارجية. فضلاً عن ذلك، ينظرون إلى منصّة عمل الشركة، متحيّنين الفرص التي توفّرها لهم للنمو والتقدم.

+ الآفاق الحالية والمستقبلية: يقيّم المرشحون أيضاً آفاق الشركة المستقبلية، وقدرتها على التنافس في السوق، وإستراتيجية الأعمال التي تعتمدها. فهل تتمتع بمكانة جيّدة؟

+ الأشخاص والثقافة: عند تقييم ثقافة الشركة والأشخاص العاملين فيها، يثير مرشّحون كثيرون مسألة تأقلمهم معها. ولفت أحد المستشارين إلى سؤال تقليديّ يطرحه المرشحون: «هل هذا هو المكان الذي سأتكيّف معه، وأهمّ من ذلك، سأستمتع بالعمل والمساهمة فيه»؟ يريد المرشحون أيضاً العمل مع أشخاص يحترمونهم، ويمكنهم التعلّم منهم. وبالتالي، يعتبر رب العمل المستقبلي (أو أرباب العمل في المجموعات المؤسسية) أهم الأشخاص في الشركة.

الوظيفة

عندما يكون الأمر مرتبطاً بالوظيفة بحد ذاتها، تقوم أهمّ ميزة مطلوبة على توفّر فرص تسمح التقدّم المهني والنمو الشخصي. ويدرس المرشحون أيضاً احتمالات تحقيق النجاح وترك بصماتهم في الشركة. ويقيّمون ما يحصلون عليه من تدريب وتطوير بحكم منصبهم، ومن موارد متوفّرة في متناولهم، إلى جانب درجات الاستقلالية التي تنطوي عليها الوظيفة. وكذلك، يقيّمون في نظرة العالم الخارجي إليهم متى كانوا في منصبهم المذكور، ولاسيما إن كان هذا الأخير يوفّر لهم انكشافاً شديداً.

وأخيراً، يقارن المرشحون الوظيفة المحتملة بمناصبهم الحالية، ويطرحون على أنفسهم السؤال التالي: «هل في الخطوة ارتقاء بمكانتهم المهنية وزيادة لشهرتهم؟»

التعويض

اختلفت آراء المستشارين حيال أهمية التعويض بنظر المرشحين لمناصب تنفيذية. وشرح البعض منهم أنه على المستوى التنفيذي، لا يعود التعويض عنصراً حاسماً لاتخاذ القرار. وقد أكد أحدهم أن التعويض ما عاد محور تفاوض بقدر ما هو مسألة انصياع لمعايير دفع الأموال في القطاع: «في أغلب الأحيان، لا يُعتبَر التعويض مشكلة، ما دام عرض العمل يعكس حالة السوق والوضع الراهن بصورة واقعيّة».

- (بوريس غرويستبرغ أستاذ لمادة إدارة الأعمال في كلية «هارفارد» للأعمال، وقد شارك مايكل سليند في تأليف كتاب بعنوان «توك إنك» Talk, Inc.).

موضوعات أخرى