Tuesday 21/01/2014 Issue 15090 الثلاثاء 20 ربيع الأول 1435 العدد
21-01-2014

مشاركة مدهشة للمعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2

في هذا المكان أشرت إلى أن المعارضة السورية لا بد أن تشارك في مؤتمر جنيف 2، خاصة بعد التأكيد على أن المهمة الرئيسية للمؤتمر هي مناقشة المرحلة الانتقالية التي ستعقب حكم بشار الأسد.

مشاركة الائتلاف الوطني السوري التي أعلنت مساء يوم الأحد بعد تصويت للحاضرين أظهر موافقة الأغلبية على المشاركة، وقد أظهرت النقاشات والأجواء التي سادت اجتماعات المعارضة السورية أنهم متفهمون للوضع الذي هم عليه في هذه المرحلة الدقيقة، فرجال المعارضة الذين يعيشون واقعاً يومياً مع شعبهم في ثورتهم يلمسون إصرار الشعب السوري على التخلّص من حكم آل الأسد، وفي نفس الوقت يرون الدعم غير المحدود من حلفاء هذا النظام، وهم الحلفاء الذين يهمهم الأسد بقدر ما يهمهم بقاء سورية تابعة لهؤلاء الحلفاء وتنفيذ مخططاتهم، ولهذا كان رجال المعارضة السورية يعلمون علم اليقين كبديهية نضالية وسلوك سياسي بأنه في حالة تخلفهم من المشاركة في مؤتمر يُقام أصلاً للبحث في مطالبهم المشروعة، سيعطي الفرصة للطرف الآخر من النظام وحلفائه إلى تغييب مطالب الثوار وتسيير المؤتمر خدمة لأجندة النظام وحلفائه، حيث ظهرت إشارات عديدة على تغيُّر أولويات ومهام المؤتمر وخصوصاً من خلال أقوال وتصريحات وزراء خارجية روسيا وإيران ونظام بشار الأسد، إذن كان لا بد من حزم أمر الثوار والمشاركة في مؤتمر يُقام لبحث إنهاء أزمة وطنهم والحد من جرائم نظام يحكمهم بالتسلّط والجبروت.

والحقيقة ساهمت الفترة الزمنية التي احتاجها الثوار للوصول إلى هذه النتيجة في صياغة آليات تنظيمية وعملية ستقدّم وفداً جامعاً وشاملاً لثوار سورية، فلم يحصر الائتلاف الوطني السوري التمثيل على لون واحد ولا على الأكثر تمثيلاً ونفوذاً، بل جاء تشكيل الوفد متنوّعاً وشاملاً أعضاء من خارج الائتلاف، إذ سيكون وفد المعارض السورية مكوناً من 15 عضواً بينهم سيدتان، إضافة إلى ممثّل من الأكراد (المجلس الوطني الكردي) وعضوين من هيئة التنسيق إضافة إلى ممثلين عن الجيش السوري الحر والكتائب العسكرية وعدد من الدبلوماسيين والقانونيين.

هذا التمثيل المتنوّع الذي عكس حالة التنوّع الذي يمثّله المجتمع السوري سيعطي صورة تلغي الكثير من الادعاءات التي يروّجها النظام السوري بأنه المدافع الوحيد عن تنوّع الطوائف والأقليات السورية، فوفد المعارضة السورية بالإضافة إلى وجود سيدتين قياديتين هناك شخصيات سياسية ينحدرون من المسيحيين والأكراد والدروز وحتى العلويين بالإضافة طبعاً إلى أهل السنة.

تركيبة وفد المعارضة السورية كما أعلن مساء يوم الأحد أدهشت المتابعين الغربيين الذين تأكَّدوا من نضج وتفوّق المعارضة السورية وأن قادتها فعلاً يمثِّلون نسيجاً متنوِّعاً للشعب السوري، وهو ما أرعب النظام السوري وحلفاءه الذين كانوا يأملون أن تتأخر المعارضة السورية ولا تشارك في مؤتمر جنيف 2، فإذا بها تشارك بوفد يسقط أولى حجج النظام بزعمه المدافع الوحيد عن الطوائف السورية، وإذا به يواجه وفداً يمثِّل هذه الطوائف المضطهدة التي جاءت إلى جنيف للتخلّص من مثل هذا النظام الفاسد.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب