Tuesday 21/01/2014 Issue 15090 الثلاثاء 20 ربيع الأول 1435 العدد
21-01-2014

منافذنا الحدودية، كيف الحال؟

قبل أسابيع كثفت هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) جهودها على جسر الملك فهد المؤدي إلى البحرين، وما يحدث فيه من ازدحام شديد سببه إهمال موظفي الجسر، من الجوازات الجمارك وغيرهم، ولو تحركت نزاهة قليلا، تجاه جميع المنافذ الحدودية، في سلوى والبطحاء والرقعي وغيرها، لشاهدت العجب العجاب، من تكدس المسافرين، وإهمالهم، وقلة الكوادر الوظيفية وإهمالهم، ليس الإمر كذلك، بل أكشاك تطبيق النساء تجعلنا نخجل أننا من أكبر دول العالم اقتصادا، ودورات المياه التي بلا ماء، حتى أن خجلنا يزداد، ونغطي وجوهنا خجلا، حين ننظر في أعين الخليجيين الزائرين، وهم يشعرون بالحيرة مما نحن فيه، وبالحزن على ما آلت إليه أحوالنا!

فهل يعقل أن لا يوجد سوى موظفة واحدة فقط في منفذ سلوى، تقوم بالمطابقة على جوازات النساء؟ في المقابل توجد ما يقارب تسع موظفات قطريات في مركز أبو سمرة الحدودي، وبينما لا تأخذ إجراءات السفر على الجانب القطري سوى عشر دقائق، تإخذ أكثر من أربعين دقيقة على الجانب السعودي، والأمر ينسحب على حدودنا مع البحرين والإمارات وغيرها، فلماذا لا يتوفر لدينا سوى عدد قليل من الموظفين، بينما نحن أكثر سكانا من دول الخليج مجتمعة؟ فهل الأمر يتعلق ببيروقراطية التوظيف مثلا، خاصة إذا علمنا أن الإمكانات المالية لدينا تعد ضخمة، بل أن ميزانية إحدى الجهات لدينا تفوق ميزانية دولة أو إمارة بكاملها.

نعم نحن نملأ الحدود، ونسبب إرباكا لدى الجوازات والجمارك في المنافذ البرية، وذلك مع كل إجازة، وكأنما إجازتنا تعد ناقصة إذا لم نسافر خارج الحدود، وكأن البهجة والسعادة لا تكتمل ما لم نعشها هناك، فالجانب هو نفسي بالدرجة الأولى، ولكن بعيداً عن مطالب السفر وظروفه، لماذا لا تقوم الجوازات والجمارك بتعزيز كوادرها البشرية في المنافذ البرية، خاصة مع مواسم العطل الرسمية في السعودية، مع أن الواقع يتطلب وجود هؤلاء الموظفين طوال العام، من أجل تيسير العبور للمواطنين أو للزائرين.

ومن غير شك أن واجهة أي بلد، وعنوانه الأول والأكثر أهمية، هي المطارات والمنافذ الحدودية، فكلما كانت نظيفة وجميلة وسهلة العبور كلما كان ذلك مؤشرا إيجابيا عن حال البلد، والعكس صحيح!

أحيانا أفكر، بأن المسؤولين الكبار، قد لا يستخدمون المنافذ الحدودية، فهو يسافرون جواً، ولا يمرون بالصالات الداخلية أو الخارجية، لأن رحلاتهم من صالات الطيران الخاص، فكيف إذن يقفون على تردي الخدمات، وتعطيل المسافرين، ما لم يكونوا يعانون هذه الخدمات ويعاينونها؟

وربما أجزم، لو أن أحدهم عبر من منفذ حدودي، أو صالة طيران عام، لأصيب بصدمة من تردي الخدمات، وبطء العبور، ولربما ردد في داخله: منافذنا الحدودية، كيف الحال؟

مقالات أخرى للكاتب