Sunday 26/01/2014 Issue 15095 الأحد 25 ربيع الأول 1435 العدد
26-01-2014

يحتالون على أنفسهم؟!

في مواسم خلت، بعيدة كانت أم قريبة.. أي عندما يستحوذ الزعيم على نصيب الأسد من المنجزات والألقاب، وكان (كما هو اليوم) هو القطب الثابت فيما البقية يتناوبون بين من لا تتجاوز طموحه سقف الظفر بشرف الوقوف حجر عثرة في طريقه.. وبين من يجد في ملاقاته حلاً للكثير من مشكلاته النفسية والفنية والمادية والجماهيرية.. ثم لا يقرّون بهذه الأفضال التي يمنحها لهم سيد آسيا ؟!!.

** بل إنهم يذهبون بعيداً في نكرانهم وجحودهم، فيفسرون نجاح الزعيم في المحافظة على سجله الريادي والقيادي، وحصده للمزيد من الأولويات على أنه نتاج ضعف المنافسة والمنافسين.. وكان النصراويون هم أكثر من (يلوك) هذه المبررات وأخواتها لكونهم يجدون في تعاطيها عزاءً زائفاً يتلهّون، ويلهون البسطاء بترديدها؟!.

** ويبدو أن اليأس بعودة فارس نجد إلى حظيرة الكبار - ميدانياً وليس إعلامياً - قد تمكن منهم إلى درجة فقدان الأمل بأن يكون يوماً ما منافساً.. فلم يحسبوا حساباً لتقلبات الأيام.. ولم يرعووا في (دلق) المبررات المضحكة، فضلاً عن العمل المركّز الهادف إلى تشويه منجزات الآخرين زوراً وبهتاناً؟!.

** ليتفاجؤوا هذا الموسم بأن فريقهم بات يملك مقومات المنافسة، بعد أن تسلح بالأدوات اللازمة للمقارعة، بعد غياب دام عشرين عاماً عن آخر بطولة دوري يحققها الفريق المعروفة بنهائي (العُمر).. ومع أن الحضور النصراوي لهذا الموسم يأتي في غياب تام لثلاثة من أقطاب المنافسة على اللقب استناداً إلى تاريخها وإرثها وقدراتها، وهي: الشباب والاتحاد والأهلي.. إلاّ أن النصراويين (هدانا الله وإياهم) (لحسوا) قناعاتهم السابقة، وانقلبوا على أعقابهم يدافعون بشراستهم المعهودة من أن دوري هذا الموسم لا يشكو من أي ضعف رغم الغياب القسري للثلاثة الأضلاع الأساسية التي ذكرتها آنفاً عن المنافسة الفعالة، حجتهم في دفاعهم لكون نصرهم يسير باتجاه تحقيق الحلم الذي طال انتظاره، ناسين، أو متناسين ما كانوا يلوكونه ويرددونه على مدى عقود.. رغم أنهم تجنوا كثيراً ويتجنون أكثر على الحقيقة سواء سابقاً بحق الآخرين، أو لاحقاً من خلال تزكيتهم (المجانية) لقوة دوري هذا الموسم (العليل) شكلاً ومضموناً، في زعمهم بأنه طالما أن النصر يتصدر، فلتسقط كل الآراء التي لا تصب في ذات المنحى حتى وإن كانت الغالبة ؟!.

رفقاً بالتحكيم؟!

يقول الله عز وجل في محكم التنزيل:

{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (76 سورة النحل).

** وللأمانة.. وأقولها للمرة الألف.. نحن الذين جنينا على أحد أضلاع المعادلة الرياضية لدينا وهو(التحكيم)، ونحن الذين مسخناه وأوصلناه بإرادتنا إلى ما وصل إليه من هوان حتى أضحى يشكل عبئاً ثقيلاً على منظومتنا الرياضية برمتها؟!.

** نعم.. تدمير العنصر التحكيمي المحلي بدأ منذ عقود بزعامة بعض أصحاب الوجاهة الذين وجدوا في التهجم على التحكيم متنفسهم ومشجبهم الذي يلقون عليه أسباب فشلهم تارات.. وتارات للغط باتجاه إيقاف الناجحين عن مواصلة نجاحاتهم، وقد نجحوا في كل ما سعوا إليه في مناسبات عديدة ولكن الثمن كان غاية في الفداحة، وكانت الخسارة أفدح من أن يكون بالمقدور تعويضها؟!.

** كانت أهدافهم غير المشروعة واضحة وجليّة.. وكان يمكن إيقافهم عن التمادي في مساعيهم التدميرية لو أن من يعنيهم الأمر قد استشعروا خطورة الأمر، واستشعروا ما سينتج عن هكذا انفلات من ويلات مستقبلية.. ولكنهم ظلوا يتفرجون ويتضاحكون وكأن الأمر لا يعنيهم، لينطبق عليهم اليوم القول (هذا خبزك يا........)؟!!.

** يعني بصريح العبارة.. نحن الذين جعلنا من الحكم السعودي ذلك (الكَل) الذي لا يقدر على شيء (والله المستعان).

لجنة المنشطات و(بيض الصعو)؟!

لكي تتأكد من أننا في واد، ومقومات السير بالركب إلى مرافئ الأمان، في واد آخر.. هاهو موسمنا الرياضي يوشك على النهاية.. فيما واحدة من أهم مرتكزات ضبط وربط الأمور ممثلة بلجنة مكافحة المنشطات إنما تسمع بوجودها ولكنك لا تراها على غرار (بيض الصعو)؟!!.

** في الموسم الماضي عزوا غيابهم إلى عدم وجود الاعتمادات المالية، قلنا في هذه معهم كل الحق ( أفحمونا) باعتبار اقتصاد البلد من الضعف بحيث يصعب تمويل لجنة مثل لجنة مكافحة المنشطات، وبالتالي على الجميع تقدير الموقف لعل الله يفرجها مستقبلاً؟!!.

** في هذا الموسم.. وفي ظل الميزانية القياسية لكافة مرافق الدولة وبالتالي انتفاء ذريعة الاعتمادات المالية.. ها هي اللجنة تغط في سبات عميق يبدو أنها ما تزال رهينة الخط الأحمر إياه؟!!.

** السؤال: من المستفيد من غيبوبة اللجنة.. أم أن دورها لم يعد يتجاوز عقد ندوة يتم من خلالها التعريف بالمواد المحظورة.

مقالات أخرى للكاتب