Monday 27/01/2014 Issue 15096 الأثنين 26 ربيع الأول 1435 العدد
27-01-2014

نصائح من الأعماق لجيلنا الشاب!

* استنصحني شاب من ذوي القربى قبل حين بما يعينه على حمل أوزار زمانه وآماله وآلامه، وصولاً إلى ما يريد خيراً وصلاحاً بدءاً بنفسه، مروراً بمن يهمه أمره، ثم وطنه وقد تحمست لهذا الطلب الشفاف إدراكاً مني أن تنمية قدرات جيلنا الشاب ذكوراً وإناثاً، لمواجهة تحديات حاضره ومستقبله هي الشغل الشاغل للحاكم والمحكوم، والأب والأم والمربيَّ والمدرب وكل من له ولاية مباشرة أو غير مباشرة على أفراد هذا الجيل!

* انْطلقتُ في تلبية طلب النصح لذلك الشاب الطموح من مبدأ أن تنمية الجيل الشَّاب القاَدرِ على العَطَاءِ أكْثَرَ من الأخْذِ، والكَسْبِ أكْثَرَ من الإنْفَاقِ، والبَذْلِ خِدْمةً لنَفْسِه وأهْلِه وَوَطنِه أكْثَرَ من الاعتصَامِ إلى الاسْترْخاءِ واللاّمبالاةِ، هي الأولويةُ القُصْوَى لنا جميعاً، وهي الهَمُّ الذي يَهْزمُ مُعْظَمَ الهُمُومِ التَّنمْويةِ الأخرى!

) ولذا، أرى أنَّ الاهتمَامَ بالشَّاب يَجَبُ أن يَرْجَحَ بهَاجِسِ عائد (النفط) وتَنْويِع مصَادِرِ الدَّخْلِ، لأن هذا الجيلَ هو (الادّخارُ) الحقَيِقيُّ لنا ـ بعدَ الله ـ لمسْتَقْبلٍ قد (تخْذُلُنا) فيه مُدْخَلاتُ الطَّاقةِ حين تنْصُبُ مصادرُها أو مُخْرجَاتها لا قدر الله، أو يَعجُز السوق عن استيعابها، لكن الاستثمار المجْدِي في تنْميةِ الشَّاب سيكونُ بإذن الله صِمَامَ أمنٍ لنا حَاضِراً ومسْتقَبَلاً، ولن نَنْدَمَ أبَداً لما نُنفِقُ في سَبِيله من جُهْد ووقت ومَالٍ غيرَ متَنَاسيِن أن تَنميتَه تَخْضَعُ لمشَاركةٍ حَقِيقيةٍ جَادَةٍ بين كل الأطْرافِ المعنِيَّةِ به بَدْءاً بالبيتِ مروراً بالمسجد والمدْرسِةِ، والجاَمعةِ والمصنعِ والمكتبِ والملعبِ، وكل عقل وكل قلم يملك كل منهما ناصية الحكمة والرأي السديد!

* أختم هذا الحديث بطرح بعضَ (الوصَايا) التي جَادَ بها الخاطر لأفراد جيلنا الشاب في كل رقعة من هذا الوطن الغالي المترامي الأطراف فأقول متوكلاً على الله:

أولاً: لا تَسْتعْجِلْ النّجَاحَ تمَنَّياً، ولا تسْتسْهلُه ارْتجَالاً، فما نيلُ المطَالبِ بالتمنَّي، ولكن تُؤْخَذُ الدنيا «جهاداً»!

ثانياً: الجامعةُ يابنيّ ليسَتْ كلَّ شيء .. يُدْرَكُ به النَّجَاحُ، وليسَتْ كلَّ شيءٍ يسُوقُ إلى النَّجَاح، بل هي جزءٌ من معَادلةٍ حيَاتِيّةٍ قد تؤَدَّي إلى نَجِاحِ..

وقد تَنْتَهي بفَشَلٍ!

ثالثا: احتَرمْ آدابَ العمَل وأخلاقيّاتِه، وفُرُوضَِه ونَوافِلَِه، فالعملُ النَّافعُ وسيلة تسمو به الذَّاتُ..

وتنمو به المواهب، وتتحقق من خلاله الغايات بإذن الله!

رابعاً: لا تَدَعْ لِسَانَك يتَحدَّثُ عنَكَ ليُزكَّيك أمَامَ من له ولاية عليك! عَمُلُك هو المؤهَّل لذلك والقادر عليه!

خامساً: لا تفْتِنْكَ زينةُ الحياةِ الدُّنيَا ونَعيِمُها الماديُّ عن ثلاثة:

1) ربُّك الله الذي أنْعمَ عليك بالوجود، ومكَّنكَ أن تعيش وتَتَعلّمَ ما لم تَكُنْ تَعْلم!

2) أمُّك التي حَملتْكَ وهْناً على وَهْنٍ..

لا ترَجُو منك جَزَاءً ولا شُكُوراً سوى الحبَّ والدَّعاء..

ثم والدُك..

الذي بَذلَ لك الجُودَ مِمّا يَجِدُ..

كي تَبْلُغَ من شَأنِك ما بَلغْتَ، وليسْعَدَ هو بذلك!

3) وأخيراً وليس آخراً، وطنُك الذي منَحَك هُويَّةَ الأرضِ وكرَاَمةَ الانْتِمَاءِ..

وسَخَّر لك مقَوَّماتِ النُّمُوِ.. لتَبلغَ من شأنِك ما ترِيُد! أوفِ له الفَضْلَ وأخْلِصْ له النَّيةَ..

بالعزم والحزم والقولِ والعَمَلِ، سرّاً وعَلانيةً!

والله معك يحفظك ويرعاك ويسدد خطاك!

مقالات أخرى للكاتب