Sunday 02/02/2014 Issue 15102 الأحد 02 ربيع الثاني 1435 العدد
02-02-2014

نجم و30 ألف كومبارس

المدرسة هي المطبخ الحقيقي للتعليم، أقصد بالمطبخ التعليمي هنا أن المدرسة هي من يقوم بتجهيز وإعداد الطبخة التعليمية وتقديمها للطلاب، بمعنى أن المدرسة هي التي تتولى الإعداد بتجهيز وتقديم المادة التدريسية والخبرة التعليمية التي تتحدى عقل الطالب وتنمي تفكيره وتؤسس لنظامه القيمي الإخلاقي. المدرسة يفترض أن تكون هي حجر زاوية التعليم وليس ديوان وزارة التربية أو مكاتب إدارة التربية والتعليم.

في ظني أنه لو اختفت90% من قوة وزارة التربية وإدارات التعليم التابعة لها لاستطاعت مدارسنا الثلاثون الفا بنفسها وبما تمتلكه من طاقات بشرية، وبما يجب أن يكون لديها من صلاحيات مالية وإدارية أن تدير التعليم باحترافية عالية، لكن للأسف لدينا اليوم نجم واحد (أي وزارة التربية)، ولدينا في المقابل ثلاثون ألف كومبارس (أي كل مدارسنا), قد تلتقي بأحد مسؤولي تعليمنا فيحدثك عن خطط واستراتيجيات خمسية وعشرية وعشرينيية، وقد يحدثك عن توجهات معاصرة وبرامج عالمية ومعايير دولية ونظم جودة تطبقها وزارته، ولكن عندما تتأمل فيما يقول ثم تزور المدارس على الطبيعة تجد أن ما قاله المسؤول هو كلام معلب تم إعداده للاستهلاك الإعلامي، بمعني أن زلزال وزارة التربية لا يتجاوز عادة أسوارها. أريد أن أخلص من هذا المقالة إلى أن دور المدارس وهو الأهم على الإطلاق مازال هامشيا وقاصرا ومحجما، في حين أن دور وزارة التربية يتضخم ويتعملق.

أستاذ التربية بجامعة الملك سعود

مقالات أخرى للكاتب