Wednesday 12/02/2014 Issue 15112 الاربعاء 12 ربيع الثاني 1435 العدد
12-02-2014

قذيفة .. تكسر أقلام أبو ريالين !!

لم يكن الشباب بحاجة إلى الفوز مساء الخميس الماضي على الهلال ليثبت نزاهته.. أو حتى ينال صكوك البراءة من ثلة اعتادت مهاجمته والهمز واللمز تجاهه.. فتاريخ الليث منذ الأزل ناصع البياض كبياضه .. ولم تعكره يوماً شائبة.. فقط وحدهم المأزومون نفسياً بسبب تنافس رياضي.. أو أولئك الغارقون في مستنقع المؤامرة.. هم فقط من استمرؤوا التخوين.. لذا تجدهم ينظرون لكل أمر بمنظار الريبة حتى يثبت عكسه.. فهم أنفسهم مثلاً من هاجموا مرعي العواجي قبل لقاء الشباب بالنصر والسبب زيارته لنايف هزازي.. وهم أنفسهم من انزووا بعد المباراة وكأن على رؤوسهم الطير فلم نسمع لهم تعليقاً أو تعقيباً.. ومثل هؤلاء لم ولن ينتظر منهم الليث شهادة أو حتى حسن سيرة وسلوك.. ففاقد الشيء لن يعطيه.

نعم فالليث الذي وصفه بعض المنزلقين بلهجة التعصب بالحليف للزعيم بسبب انتقال لاعب أو اثنين.. بل تجرأ البعض لوصمه بالتشليح للهلال.. لم يحتج لهدف معاذ، ومعاذ تحديداً، ليبين ضحالة أفكارهم ويريق ما تبقى من ماء وجوههم.. فمن اعتاد النفخ بالهواء لن يحرك الشجر ولن يطبق فمه.. لذا لم نرَ لهم ردة فعل حيال فوز الشباب على الهلال نهاية الأسبوع الماضي.. مع أنه منطقي لم يكن أحداً - أصلاً - ليلوم الشباب لو خسر تلك المباراة وهو الذي لم ينتصر في آخر 9 مواجهات سوى على الفيصلي.. وهو من تجرع الخسارة من الشعلة وبالثلاثة.. وهو من تعادل مع نجران والعروبة والرائد والتعاون.. وسجل سيئ كهذا.. لا يمكن أبداً أن يتسلل لأحد شك في أنه سيكون الأقل ترشيحاً أمام الهلال وصيف المتصدر.. والمطارد المباشر والوحيد للنصر.. والخاسر لنهائي ولي العهد قبل لقاء الشباب بخمسة أيام.. لكن لأنه الليث لم يعتد أن يلتفت للأقزام.. ولغته الوحيدة كانت ولازالت هي لغة الأقدام.. وهي حتماً عن ألف حرف (تايوني) ومئات الأقلام.. كان الملعب هو الإلجام (الأصلي) لهم وما أبلغه من رد وإلجام.

أخيراً، وحده التنافس القوي والشديد هو من يكشف الزيف ويعري الأقنعة.. لذا عندما اشتدت المنافسة ظهر وجه الشباب الحقيقي الذي لم يرتمِ يوماً بحضن أحد أو يكون ظلا لكائن من كان.. وعلى الجانب الآخر ومع هذا الاحتدام والصراع على اللقب ظهرت أيضاً حقيقة تلك الوجوه التي كانت تخفي خلف ستار ابتسامتها الصفراء الكثير من أفكار المؤامرات وسيناريوهات التواطؤ وإشاعات التهم والتشكيك بالذمم.. وكانت فقط تنتظر الفرصة لتنهش بجسد الحقيقة وتصدر أزماتها النفسية للآخرين، بل إن البعض حتى لم يصبر لنهاية المباراة بل (طل) في تغيير لاعب.. ليكشف ما تكنه الصدور فيما حاول أن ينفيه أو يظنه مستورا.. لذا وحتى في أشد الظروف سوداوية للشباب.. هناك جانب إيجابي في آخر النفق يكفي أنها تُعري الأقنعة وتكشف بعض تلك الشخصيات الإمعة.. وتميط اللثام عمن هو أيضاً ضد الليث حتى وإن حاول إيهام الآخرين بأنه معه.

حراج البطولات

لم تعد البطولات تحتاج للكثير من المباريات لتتحقق.. فقصاصة يحملها مشجعون كفيلة بزيادة الحصيلة في كل مرة.. ولم تعد المنجزات حصراً على الملعب.. فـ(تيفو) يبدعه جمهور بلحظة (طناخة) يجعل أرقام البطولات فلكياً.. وكأننا في ساحة حراج.. (مين يزود؟!).. ولسنا في مدرج.

مضحك جداً ما أراه من تسابق وتهافت على أرقام البطولات وبشكل يجعل حتى علم الرياضيات يحتار في كيفية الحصول على حل لهذه المعادلات.. فمن كان بالأمس بـ26 بطولة أصبح بغمضة عين 47 لقباً.. ومن كان إعلامه يردد 36 منجزاً.. وبطولاته الحقيقة لم تتجاوز الرقم 22.. نجده وصل للأربعين بمجرد تحقيقه بطولة واحدة!

أجمل ما في الموضوع أن الأرقام لن تزيف مهما حاول البعض التذاكي.. فالتاريخ يحتفظ في سجلاته بمن حقق الألقاب فقط.. ولن يلتفت لـ(تيفو) أو قصاصة.. أو حتى إعلامي أراد أن يمرر معلومة كاذبة في برنامج أو من خلال عامود صحفي.. الحقائق عصية على التزوير.

من هنا وهناك

- للتاريخ: الشباب السعودي هو أول من لعب مباراتين في يوم واحد وذلك يوم 16 إبريل عام 1999 الأولى عصراً بالنخبة العربية والثانية مساءً أمام الهلال بنهائي كأس ولي العهد.. وليس كما ذكره أحد الزملاء هنا بأنه شباب قسنطينة الجزائري.

- وليد عبد الله عندما يحضر بكامل إمكاناته الفنية.. يتجلى.. يبدع.. ويظهر مع هذا التميز البون الشاسع بينه وبين بقية الحراس الذين يظهرون لعام ويختفون لبقية الأعوام.

- والتحكيم يظهر بأسوأ مستوياتهم منذ أعوام.. يخرج رئيس الاتحاد الأستاذ أحمد عيد ويقول: من السذاجة أن يستقيل عمر المهنا.. بل ويطالب ببقائه وأنه يخدم الوطن من خلال موقعه.. الليل يبدو أطول مما نتصور.

- الذي يتحدث دوماً أكثر من ضيوفه.. آخر ما أتحفنا به هو إثارته قبل لقاء الشباب بالهلال لقضية التواطؤ بين الناديين في لقائه مع أمين عام نادي الشباب.. للأسف في كل مرة يثبت مقولة: سبع صنائع والبخت.

- ماجد المرشدي.. وما يقدمه مع فريق الشباب منذ قدومه.. يبدو أنه سيعيد سيناريو عمر الغامدي.. الذي فرط فيه الهلال وكسبه الشباب.. ماجد يعيد اكتشاف نفسه من جديد.. ويقدم في المباريات الأخيرة مستوى يعيدنا لماجد دورة الخليج بعمان.

- محمد السهلاوي بمنافسته على الهداف.. مع قلة مشاركاته مع فريقه مقارنة بناصر الشمراني ومختار فلاتة.. لاعب يستحق الإشادة.. قد لا يحسن كالآخرين الضجيج.. لكنه يصنع في المدرج بأهدافه كل ضجيج.

خاتمة

لا خير في ود امرئٍ متلونٍ ... إذا الريح مالت مال حيث تميلُ

تويتر: @sa3dals3ud

مقالات أخرى للكاتب