Thursday 13/02/2014 Issue 15113 الخميس 13 ربيع الثاني 1435 العدد
13-02-2014

تكاليف الزواج ولماذا التفريق بين البكر والثيّب ؟

-- أكبر مشكلتين تواجه الشباب: تكاليف الزواج + غلاء السكن.

لن أتحدث عن السكن فالدولة الآن رصدت عشرات المليارات لتوفير السكن للمواطن ويبقى سرعة إنجاز هذه المشروعات لتتحول من أرقام إلى أجسام ومن أحلام إلى أبراج، وسيكون للسكن مقال آخر.

مقالي اليوم عن: ارتفاع تكاليف الزواج ولن أتناول ((غلاء المهور)) فأعتقد أن أمر المهر يهون كثيراً أمام تكاليف الزواج الأخرى: من متطلبات الاحتفال الباهضة وأسعار صالات الأفراح وموائد الطعام وأطباق الحلويات والفنادق والهدايا المبالغ فيها، والسفر في شهر العسل إلى آخر القائمة !.

لذا لا أعتقد أن ((غلاء المهر)) هو كل المشكلة لكنه جزء منها وفي الغالب مقدور عليه إذا قارناه بالتكاليف الأخرى وهناك بعض المدن يقرر أهلها تحديد المهور وهذا أمر جيد لكن ليته يتم مع ذلك تقنين التكاليف الأخرى الأكثر تكلفة وإلغاء قضية: التفرقة بين ((مهر)) البكر والثيب !.

قرأت مؤخراً أن إحدى المحافظات جعلت حد المهر للبكر (50) ألف ريال ولمن سبق لها الزواج (30) ألف ريال.. إنني ضد هذه التفرقة فالصفات الجيدة من خلق وثقافة وجمال مطلوبة في كل النساء من مررن بتجربة ومن لم تمر وقد تكون من مرت بتجربة بها من الصفات أكثر مما هو موجود بمن لم تمر بتجربة فضلاً أن في مثل هذه التفرقة تسعيراً للمرأة وقد يصل ذلك إلى الإهانة لها وقد يكون الفرق بين المرأتين: ليلة واحدة !.

إن تحديد تكاليف الزواج - بشكل عام - أضحى ضرورياً فهو أحد الأسباب المهمة لعدم زواج كثير من الشباب ولكن هذا الأمر مع الأسف لا يرتبط بقرار حكومي بل الأمر يعود إلى ثقافة الناس، والبعد عن المباهاة والتقليد وسؤال ((ليش ذولاك أحسن منا ؟)). والأكثر تأثيراً إتباع تعاليم الدين الذي جاء على لسان رسوله ((أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة)).

وقد طرح موضوع تكاليف الزواج بمجلس الشورى قبل عدة سنوات لكن رأى أغلب الأعضاء أن هذا أمر يصعب تحديده وإصدار نظام بشأنه فهو يعود إلى الناس وقناعاتهم وثقافتهم.

دامت الأفراح والليالي الملاح لتنشر الدفء في القلوب والأرواح.

=2=

- الزمن -

عندما يحرضنا على الفرح..!--

--أشياء بسيطة في الحياة

قد تجعل الفرح يورق في نفسك شجراً باسقاً محملاً بالأوراق الخضراء.. ومثقلاً بالثمار الأبهى.. !

وأشياء أخرى - على بساطتها - قد تجعل الهمّ ينيخ بكلكله عليك كليل النابغة طويلاً وحزيناً.. !

والإنسان - في مراحل عمره - يختلف لديه مفهوم الفرح.. وبمعنى أشمل ((السعادة)).. وكم انحزت إلى تلك المقولة الجميلة والصادقة للشاعر فاروق جويدة عندما كتب ذات مرة يقول:

((السعادة تختلف حسب فترات العمر:

ففي طفولتنا تسعدنا لعبة صغيرة

وفي شبابنا يسعدنا طموح نجري خلفه

وفي رجولتنا يسعدنا حب يحتوينا وفي شيخوختنا ربما لا يسعدنا إلا ظلال شجرة حانية تحمينا من برودة الأيام ومرارة الوحدة..!))

وهذا حق..!

=3=

** آخر الجداول **

--للشاعر: نزار قباني:

((إني أحبك جدولا وحمامة × ومليحة تأتي من الزمن البعيد

وقصيدة وعدتْ ولم تحضر × ومكتوبا غراميا يغرَِّد في وريدي))

Hamad.a.alkadi@gmail.com

فاكس: 4565576 **** تويتر @halkadi

مقالات أخرى للكاتب