Thursday 13/02/2014 Issue 15113 الخميس 13 ربيع الثاني 1435 العدد
13-02-2014

الخطر الكبير .. المؤدلج والجاهل

مشكلة كبيرة جداً إذا كان هناك حكوميون لا يعرفون خط الدولة والطريق الذي تسير عليه، ومشكلة أعظم إذا كان هؤلاء الحكوميون، لا يفرقون بين الواعظ الحركي والواعظ الرباني، ولا يفرقون بين الرأي المسيّس والرأي الشرعي.. ربما ليس مطلوباً من كل فئات المجتمع الاطلاع على كتب سيد قطب وأدبيات التكفيريين وجماعات الإسلام السياسي، لذا هم يعتمدون على فهم الأعلم منهم ليرشدهم..

وفي الغالب من يقوم بالإرشاد المجتمعي «الحكومة» في المقام الأول من باب الحرص على شعبها... المصيبة إذا كان هناك حكوميون كما ذكرت يعملون في قطاعات معنية مهمة، إما بسطاء جهلة أو مؤدلجين، وأرجو الله أن يكونوا فقط بسطاء، ويعمل هؤلاء للأسف ضد مصلحة الدولة والجهاز الحكومي، وبعضهم وهم تنفيذيون من القيادات الوسطى يجامل الحركيين، إلى أن يصبح بقصد أو بدون قصد خادماً لهم وليس للدولة!

بعد صدور الأمر الملكي الحازم والحاسم الذي يجرّم الانتماء بالفكر أو بالتعاطف للأحزاب والتيارات المتطرفة، وكذلك التأليب أو التحريض أو القتال في الخارج لحساب الجماعات المسلحة، ظهر على السطح إدراك الدولة لخطر الجماعات المؤدلجة، وهنا لا أتحدث فقط عن الإخوان المسلمين وهي الجماعة الأقدم والأكثر تأثيراً، لكن أقصد أيضاً كل دعاة العنف أو المسيّسين المنتمين لجماعات ذات صبغة مذهبية أو من يتبنّون أفكاراً هدامة تستهدف أمن المجتمع والإضرار بالدولة، كان بلا شك قراراً شجاعاً هز أركان الحزبيين الذين يأتي في مقدمتهم المنتمون للإخوان المسلمين بالتعاطف أو بالعمل الحزبي المنظم، ويجب أن نعلم جيداً بأنّ هؤلاء ظهروا على حقيقتهم في تحديهم للدولة أثناء زهوهم بالوصول إلى كراسي الحكم والسلطة في مصر وتونس، ونجاحهم في التواجد المؤثر في ليبيا والمغرب، وظهروا على حقيقتهم أكثر وأكثر بعد سقوط زملائهم في مصر، بعد أن أصابهم الجنون لما جرى هناك من تدمير لمخططاتهم بيد الشعب المصري.

وبما أنّ هؤلاء موجودون ومؤثرون في السعودية بشهادة أحد رموزهم الذي صرّح بذلك في جريدة الشرق الأوسط اللندنية قبل اندلاع ثورات «الخريف العربي» بعام كامل، يجب أن نحذر ولا نترك المجتمع بأيدي هؤلاء المتلونين، الذين منهم من يبتسم في وجوه المسؤولين الكبار لدينا وفي قلوبهم غل وحقد، يغذيه مرشد جماعتهم، علينا التنبه لأنّ هؤلاء الذين باعوا علينا الكلام الرخيص يوماً ما ظهروا على حقيقتهم، ومنهم من تولى في السابق مسؤوليات تربوية واجتماعية تستوجب الولاء والإخلاص للدين والوطن، وهم في الحقيقة خانوا دينهم بموالاة أهل الضلال وخانوا وطنهم بعدم إيمانهم بالمواطنة، وعدم اكتراثهم بالبيعة لولي الأمر.

هذا يدل على مشكلة كبيرة تقلق كل من تهمه مصلحة وطنه ومواطنيه، ويجعل المسؤولية مضاعفة على ذوي الشأن، ليعرف المواطن السعودي بأن الدولة السعودية مؤمنة مسلمة وتحكم الشرع الحنيف بحق، ولا تقبل هذه الدولة أن يزايد على تدينها كائن من كان، كما يجب أن يعلم كل من ينتمي لهذه البلاد أن الحزبيين يسعون دائما لكسر هيبة الدولة والتقليل من شأن علمائها الكبار أمثال الراحلين الكبار ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وسماحة المفتي والعلامة صالح الفوزان، وهذا دور وعظي وإعلامي.

الخوف من الأمر الملكي الكريم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين انطلاقاً من حرصه على دينه ووطنه وأبنائه دفع بعض المنتمين لهذه الجماعات لتمييع قضية رفض هذا الوطن للحزبيين وأصحاب الأفكار الهدامة، وجعلهم يهرفون في وسائل الإعلام وكأنهم يحاولون الإيحاء للمشاهد والقارئ بأنهم في مأمن، وهذا يجعلنا نسأل عن آلية تنفيذ هذا الأمر الكريم. ودون أي تحامل على أحد من أبناء هذا الوطن، نريد أن لا يسمح النظام لكائن من كان لتفسير الأمر بحسب أهوائه، وأن لا يتولى أمر اللجنة المشكّلة لتصنيف الجماعات والتيارات إلا الأكفاء الأنقياء الأقوياء، العارفين بالتيارات والمثقفين سياسياً.

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب