Friday 14/02/2014 Issue 15114 الجمعة 14 ربيع الثاني 1435 العدد
14-02-2014

الإعلاميون .. الديكة

بصراحة كان مقززاً إلى درجة لا يتصورها الإنسان في ذلك المساء، وفي إحدى الندوات الإعلامية عندما تفوّه أحد الأشخاص الذي لا أعتقد أن له نصيباً من مسمى شهادته العلمية إن هي كانت صحيحة، فلم أتصور من شخص يطلق على فئة من الإعلاميين وصفاً يُشبههم (بالديكة)، حتى إن المتلقي والمقصود من تجميعهم تفاجأ مما سمع وما يؤسف له أنه شخصية قيادية، وفي نفس الوقت لم يتمكن من نقل وجهة نظره بأدب وذوق واحترام.

إن وجود مثل أصحاب هذا الفكر هو أحد أسباب التراجع الفكري في إعلامنا الرياضي.

إن هذه النظرة السلبية ضد إعلاميين قد يكون الاجتهاد يطغى على طرحهم وتصل حدة النقاش إلى ذروته، ولكن لا تُوجد ذريعة أن يشبهوا بذلك الوصف.

ولو علم هذا الشخص أو غيره أن هناك محاسبة، وأنه لا يفلت من العقاب أو على الأقل الإعفاء من منصب لا أعتقد مطلقاً أنه قادر على تحسين وضعه، ناهيك بعدما أصبح لا يملك الفكر أو الطرح، بل اعتمد على مستشاريين قد يكون معظمهم من المربع الأول الذي عفا عليه الزمن، وهذا ما جعل إعلامنا مضحكة بل مكان سخرية لعدد كبير من النقّاد والمفكرين أصحاب العقول النيّرة.

مؤسف، وأكررها بأنها صدمة ضحك منها الكثير، لكن بامتعاض وليس نوعاً من الرفاهية، والله المستعان.

التسويق الرياضي مشلول

قد يستغرب كثيرٌ من الرياضيين خصوصاً المعنيين بالتسويق الرياضي، عندما يعرف أن أنديتنا خصوصاً الكبيرة مديونة رغم جماهيريتها وخوضها لقاءات كبيرة فيها من مجال التسويق والدعاية ما هو كفيل بمردود مالي كبير.

لقد شاهد الجميع لقاءات كبيرة قد يكون آخرها لقاء النصر بالهلال في كأس سمو ولي العهد والذي تجاوز الحضور فيه الخمسة وستين ألف متفرج وفي كرنفال غير عادي، ولو كان في غير بلادنا لسوّقت المباراة بما لا يقل عن 30 مليون ريال سعودي يكون مردود الأندية النصيب الأكبر منه.

ولم يقتصر الحضور على هذا اللقاء فقط، فبعد ذلك حضر 45 ألف متفرج لقاء النصر والفيصلي الأخير، وقبل ذلك تجاوز حضور لقاء الاتحاد والهلال في مكة الخمسة وعشرين ألف متفرج، وجميع هذه اللقاءات وغيرها تؤكد أن التسويق الرياضي لدينا أقل ما يُقال عنه بأنه مشلول والضحية هي الأندية، فبلد مثل السعودية والتي تُعتبر قارة ويتجاوز سكانها 27 مليوناً ومعظمهم من شريحة الشباب، مؤكدٌ أن التسويق الرياضي مضمون النجاح متى ما وجد الأشخاص والإدارة القادرة على استغلال هذه الميزة، إلا أنه مع الأسف ظروف الأندية الصعبة جعلتها تضحي بهذه الميزة، وإلا هل يعقل أن يبيع نادي النصر مبارياته طوال الموسم بـ 4 ملايين ونصف المليون لشركة صلة!.. وهذا المبلغ يمكن تحصيله في أحد اللقاءات المهمة للفريق، واليوم يعيش نادي النصر كبقية الأندية في أزمة غير مسبوقة رغم أن حلها موجود ومتيسر من خلال التسويق الرياضي للمباريات، ولو أن الأندية تولت تسويق مبارياتها بنفسها لما حدثت أي أزمة، بل سيكون هناك فائض في ميزانياتها خصوصاً الأندية الجماهيرية ولكن نجد أن تلك الأندية مثل النصر والاتحاد تجاوزت مديونياتهما مائة مليون، مع العلم أنهما من الأندية الجماهيرية وقادرة على حل جميع أزماتها المادية عن طريق تسويق مبارياتهما من جميع النواحي، خصوصاً لو أنهما ملكا حق النقل التلفزيوني لجميع المباريات الخاصة لكل فريق منهما إلا أنهما مع الأسفل، وهذا منطبق على جميع الأندية يضخون الملايين ويحضرون اللاعبين ويكونون السبب الرئيس في الحضور الجماهيري الكثيف، ومع ذلك جميع حقوقهم تهدر في ظل غياب الفكر التسويقي الناجح.

نقاط للتأمل

* فوز النصر اليوم على الاتفاق يقربه 90% من تحقيق الدوري بغض النظر عن النتائج التي سوف يحققها منافسه الوحيد فريق الهلال.

) قلتها بالأول وأكررها اليوم بأننا جميعاً لسنا ضد المدرب الوطني مهما كان خصوصاً الكابتن سامي الجابر، فهو قريب إلى القلب وجدير بالاحترام والتقدير على المستوى الشخصي، أما على المستوى العملي فالتدريب يبدأ من أول درجة في السلم.

) كان أحد الزملاء والذي يُوجه سهام نقده لجميع من كان ينتقد إسناد مهمة تدريب الهلال للكابتن سامي الجابر، واليوم تغيرت قناعته وأصبح يميل إلى تقديم النصائح للكابتن سامي.

ألم أقل لكم إن مشكلة البعض في العاطفة؟.

* ما زالت إدارة نادي الاتفاق مستمرة في تخبطاتها، فكم مدرب تم استبداله حتى الآن، ولم يصلوا إلى المدرب الجيد وهذا ناتج عن عدم وجود متخصص في التعاقدات مع الفنيين والمدربين المميزين.

* لا أعتقد أن الأهلي بفريقه الحالي ومدربه الكبير قادر أن يقدم ما يسعد جماهيره أو يضيف لسجل النادي أي بطولة، وقد يكون السبب انفراد الفكر وعدم وجود الديمقراطية والتي بغيابها غاب الفريق عن التتويج.

* اعتقدَ كثيرون أن الشباب لن يقدم مباراة كبيرة أمام الهلال، لأن هناك من يهمز ويغمز إلا أن قذيفة حسن معاذ وحصول الشباب على ثلاث نقاط كان أكبر رد على تلك العقليات المتخلفة أصحاب الفكر التآمري.

* ضعف الاتحاد السعودي بلجانه خصوصاً عدم وجود لجنة للتسويق أحد أسباب مشاكل الأندية المالية، وستكون هناك كوارث ومشاكل ستجبر الفيفا للتدخل بسبب هذا الاتحاد المشلول.

* ستكون مشكلة تتويج بطل الدوري هي أم القضايا وسيخلق من خلالها أكبر المشاكل وستسمعون من يدلي بدلوه ولو أنه ليس من اختصاصه، وهذه هي رياضتنا من مشكلة إلى مشكلة!.

* لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة برنامج (صدى الملاعب) والذي يبث يومياً عبر قناة أم بي سي الفضائية بأي برنامج آخر، فهو يغطي رياضة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج وجميع الدول العربية بدون استثناء، ومع جميع المدربين العرب والشخصيات الرياضية وليس كغيره من يفتقد إلى المهنية ويرسخ مبدأ التعصب سواء بالعمل أو بالألفاظ.

خاتمة:

والدي - حفظه الله ورفعه - مطيحه (أنت العشق الذي لا ينتهي.. وأنت الذي تعبت حتى ربيتني).. اللهم احفظه وارفعه، واكتب له الخاتمة الطيبة، واشفه مما ألمَّ به.. يا سميع الدعاء.

ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» .. ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.

مقالات أخرى للكاتب