Sunday 16/02/2014 Issue 15116 الأحد 16 ربيع الثاني 1435 العدد
16-02-2014

لهذا السبب يعارضون قانوناً للتحرش في السعودية..!

«كشف عضو مجلس الشورى أن المجلس أنهى المسودة النهائية الخاصة بقانون جديد للتحرش الجنسي في المملكة، متوقعا أن يتم التصويت عليه من قبل مجلس الشورى خلال شهر».

طبعا قبل إن تنقلوا الخبر مهللين ، أذكركم إن هذا التصريح نشر قبل نحو 700 يوم!

وقبله بكثير وبعده ،إخبار ومقالات وحملات وطنية تدعو لسن قانون مشدد ضد التحرش بالنساء والأطفال في مجتمعنا. وفي مجتمعنا -المحافظ - دراسة سابقة أجرتها الباحثة السعودية نورة الزهراني عن»التحرش الجنسي بالنساء» وكانت على عينة عمرية بدأت من سن 18 وحتى 48، كشفت أن 78% من النساء المبحوثات تعرضن لتحرش جنسي مباشر، فيما أكدت 92% من النساء على أن التحرش الجنسي في ازدياد..!

طبعا يصعب على كثيرين فهم هذا التباطؤ وتلك المعارضة من تيارات تدعي أنها تحمي المرأة لتبقى ملكة ودرة مكنونة مصونة، إلى آخره من عبارات السجع الرنانة التي أكل وشرب منها الزمن دون نفع، ودون نتيجة، بل إن الوضع في ترد رغم جند حماة الفضيلة ورمزيتهم المتواضعة وتسلطهم الواضح، لكن تلك قصة قديمة.

اسمع من كثيرين استغرابهم من مبررات المعارضين لوجود قانون صارم للتحرش، وهل هو خوف فقط من أن يكون وجود القانون اعتراف حقيقي بجانب من هذا الوضع السيىء والشاذ ، عكس ما يروج عن مجتمعنا وحماة الفضيلة والمحافظة..الخ..؟ أو سبب لبقائهم؟

هل هو خوف من سقوط صورة المجتمع المثالي التي يروج عنها بطريقة لا تختلف كثيرا عن دفن الرأس في الرمال ، فيما بقية الأجساد عارية في الخلا...؟!

لكن ماذا عن شكوى ومحاضر التحرّش في أقسام الشرطة، مثلا،..؟، ثم ماذا عن القصص والحكايات والمواقف الموثقة عبر شبكات التواصل الاجتماعي..؟،ماذا عن الحملات الوطنية للتوعية بالتحرش..؟

ماذا عن هذا الجدل الصاخب بيننا كسعوديين عن قضايا التحرش؟، وماذا أيضا عن تلك الدراسات التي تضعنا في مرتبة متقدمة عن بلاد ودول تعيش انفتاحا كبيرا وكبيرا جدا..؟

الأسئلة لن تنفك عن التكاثر، في محاولة للفهم، لماذا هذه المعارضة والتردد في تقديم قانون صارم يعاقب ويشهر بكل متحرش أو شبه متحرش..؟

اعتقد ان لدي تبريراً وحيداً، أقدمه باختصار:

المعارضون لقانون التحرش، الواقفون في صف واحد في مواجهته حتى لا يبعث ويطبق، هم باختصار أصحاب النظرية القديمة (بقاء المرأة في بيتها أكرم لها ولنا!)، ومعهم النسخة الأكثر صراحة من هذه النظرية والتي تريد المرأة (أن لا تخرج حرة من بيتها إلا للقبر)، هؤلاء الذين يقولون إنهم حماة المرأة ، هم أول أعدائها هم أول من يمنع أو يحاول لجم اي قانون يخرج لحمايتها من الأذية و المضايقات والتحرش!

والسبب ببساطة أيها السيدات والسادة ، أنهم مؤمنون أن وجود قانون أو قوانين صارمة تحمي المرأة في مجتمعها ، تعني المزيد من حرية الحركة والتنقل والعمل والمشاركة الاجتماعية والاقتصادية..وكنتيجة تقليص دورهم وقضيتهم المتخيلة وسلطتهم!

وهذا بالطبع أمر يقلقهم ولا يريدونه..

فقط يريدون وضع المزيد من «الضوابط».. وتعني القيود.. قيود تسجن المرأة خارج الحياة،وبعيدا عن المشاركة والفاعلية، حتى ولو عبر معارضة اي نظام أو قانون يحمي سلامتها..وحشمتها!!

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب