Thursday 27/02/2014 Issue 15127 الخميس 27 ربيع الثاني 1435 العدد
27-02-2014

ضبط السلوك المروري جزء كبير من الحل

لا أعتقد أن أحداً سيجادل حول أهمية المرور، لأن أياً منا لا يستطيع الاستغناء عن قيادة سيارته الخاصة في مشاويره اليومية للعمل، أو الزيارات أو غيرها خاصة في ظل ضعف وسائل النقل العام. الحالة المرورية إما أن تكون انسيابية تساعد الناس على الانتقال من موقع إلى آخر بسلاسة وسهولة، وإما معقدة نتيجة سوء تنفيذ الطرق وكثرة الإشارات، وقلة الكباري والأنفاق وغياب الدور الرقابي الفعال للمرور.

في كلتا الحالتين يكون للسلوك المروي دور ظاهر إما بالمساعدة على تيسير الحركة في أعقد البيئات المرورية، أو زيادة تعقيدها حتى في أبسط البيئات المرورية غير المزدحمة، ويؤثر السلوك غير المنضبط في كثير من الأحيان على بقية السائقين حتى أن السائق المنضبط يبتلى بخروج متهور قد يؤدي بحياته. قبل أيام وفي مدينة بريدة بالتحديد حول شابان يقود كل واحد منهما جيب ربع الطريق إلى مضمار للسباق إذ كانا يقودان بسرعة كبيرة أدت إلى اصطدام السيارتين وانحراف أحدهم لترتطم بسيارة في المسار الآخر تحمل داخلها عائلة مكونة من الأب والأم وبنتين وعلى أثر الحادث فارقت البنتان الحياة وأصيب الأب وكذلك الأم بكسور مضاعفة نسأل الله لهما الشفاء العاجل. للأسف هذه العائلة ضحية سلوك مروري خاطئ نتيجة التهور وهو نوع من الإرهاب الذي لا يقل بحال عن كل أنواع الإرهاب.

في بعض الدول يطلقون على هذه النوعية من السائقين المتهورين مصطلح السائقين الخطرين وتسعى تلك الدول لمحاربة خطرهم بكل إمكاناتها، وتوعية بقية سائقي المركبات بأصول القيادة الصحيحة، ومخاطر السلوك القيادي الشاذ، ولأن التوعية ليست بنفس الجدوى مع الكل فإن تطبيق العقوبات المضاعفة من الوسائل الرادعة.

أثبتت دراسة طبقت في المملكة أن أكثر من 85% من الحوادث سببها سلوك السائقين وعدم التزامهم بالنظام. من الواقع نجد أن سلوك بعض السائقين يصل إلى حد الأنانية التي تصور لأحدهم أن الطريق وضع من أجله يتجاوز الحد المقرر للسرعة القصوى ويقطع الإشارات، ويقفز بسيارته الرصيف، ويصر على الدخول الخاطئ بين طابور السيارات دون مراعاة لمشاعر الناس.

تؤرقنا عبارة «سائق تحت التدريب» التي يضعها الكفيل عادة على السيارة عند استقدام سائق جديد لتنبيه أصحاب السيارات الأخرى وكأنه يقول «ممنوع الاقتراب» رغم أن معظم السائقين الذين يحملون رخص قيادة معتمدة من المرور هم أيضاً تحت التدريب أو أسوأ باعتبار أن السائق تحت التدريب يأخذ جانب الحيطة والحذر في قيادته للسيارة ويداهمه الخوف من ارتكاب المخالفات والحوادث بينما السائق الذي يحمل رخصة يرتكب كل أنواع المخالفات.

سلوك السائقين المتهورين أو الخطرين بلغ الذروة، وبات عاملاً رئيساً في وقوع كثير من الحوادث، ولا أعتقد أن حملات التوعية ستكون كافية. أعلن هنا تضامني مع اللواء عبدالرحمن المقبل وكافة معاونيه في جهاز المرور في حالة أقر الأخ العزيز وفريق عمله خطة طويلة الأمد لضبط السلوك المروري المنفلت، ولعل أبرز ملامح الخطة التشديد في منح الرخص، ووضع القيود الصارمة في تملك المركبات، وتطبيق النظام على كل الخطرين من أجل سلامة مرورية دائمة.

Shlash2010@hotmail.com

تويتر @abdulrahman_15

مقالات أخرى للكاتب