Saturday 08/02/2014 Issue 15108 السبت 08 ربيع الثاني 1435 العدد
08-02-2014

أكشن يا تعصب!

ساعة كاملة من الصراخ، ورفع الصوت عاليا إلى أقصى درجة هذا هو حال البرنامج الرياضي في قناة أم.بي.سي أكشن. البرنامج الرياضي أكشن يا دوري والذي يبث يوميا يتحول إلى ساحة مشاعة للتعصب وغرس الكراهية في نفوس المتابعين وخلق ردود الفعل الغاضبة من الطرح غير العقلاني بل والمتشنج من ضيوف البرنامج والذين يتم اختيارهم ربما بمواصفات معينة.

هذه المواصفات أهمها القدرة على استفزاز الآخرين وإثارتهم وإجادة الإسقاط، وتفخيخ الجمل والعبارات بالتهم وقلب الحقائق، فالضيف النصراوي مثلا يقف طوال البرنامج مدافعا وكأنه موكل من قبل إدارة النادي، والضيف الهلالي يحاول أن يكبح جماح كل من يحاول نقد ناديه، وعلى نفس المنهاج يسير الأهلاوي والاتحادي وهكذا بمباركة من مسيري البرنامج والذين بدورهم يشجعون هذه المنهج المتعصب، رغم أن بعض الضيوف متفق على عدم صلاحيتهم من كافة المتابعين بما فيهم العقلاء من جماهير أنديتهم.

للأسف أغلب الإعلاميين الرياضيين المتزنين والعقلاء لا يعترف بهم البرنامج ولا يبحث عنهم لأنهم غير قادرين على خلق الإثارة وتسخين الأجواء ورفع وتيرة التعصب بسبب مهنيتهم واحترامهم للمشاهدين واستقلاليتهم فهم لا يرضخون لتوجيه مقدم أو معد أو مخرج. مثل هؤلاء بأمانة هم من يبحث عنهم المتابع بطرحهم المتوازن وأرائهم السديدة، وإسهاماتهم المتوقعة في تنوير الوسط الرياضي، فهذا الوسط يعاني منذ زمن طويل من حالات احتقان خلقها الإعلام الرياضي المتعصب بكهوله من كبار سن يفترض فيهم المتابع أدنى درجات العقلانية على أقل تقدير، ولذلك فهذا الوسط الرياضي المبتلى ليس بحاجة لمزيد من التأجيج والتأزيم من قبل أشخاص ابتليت بهم البرامج الرياضية وبات المشجع العادي أفضل حالا منهم وبعشرات المرات، ولعلكم لاحظتم آثار الاحتقان بعد نهائي كأس ولي العهد بين النصر والهلال على الأطفال حيث وصل إلى حد البكاء وحالات الصرع والإغماء، والسبب يعود إلى أن الإعلام الرياضي لم يفلح للأسف في بناء ثقافة التنافس وأن كل شيء يجب أن ينتهي بمجرد إطلاق الحكم لصافرته. البرنامج عكس هذه القاعدة فكل شيء فيه يبدأ بعد نهاية المباريات!

ليس عيبا أن يكون للإعلامي الرياضي ميول فجميع من يشتغلون في هذا المجال انحدروا إليه من الأندية ومدرجات الملاعب. العيب والخطأ أن ينسى الإعلامي مهنيته وربما يدوس عليها بأقدامه في غمرة حماسه وتعصبه لناديه، المهنية التي تحتم عليه أن ينظر لكل الأحداث بعين واحدة لا عيون متلونة فيغض الطرف عن أخطاء فريقه المتيم بحبه ويفخم أخطاء الفرق الأخرى بل ويسعى لنبشها وتكبيرها وتحريض المسئولين لتطبيق أشد العقوبات بحق الفريق الذي لا يميل إليه ولا يهواه.

لاحظنا هذه الحالات تتكرر من ضيوف البرنامج عندما ناقشوا أخطاء التحكيم والأحداث العنصرية من الجماهير، وحالات انفلات الأعصاب فكل ضيف يحاول أن يخرج فريقه المفضل بأقل الأخطاء، والخاسر في النهاية المشاهد الذي لا يشاهد إلا مسرحيات من الصراخ والتلاسن دون أن يخرج بفائدة تذكر.

الخطر الذي نخشاه مستقبلا أن يحول أكشن التعصب الميدان إلى ساحة من صراع لا ينتهي بين شباب مندفع ومتحمس لا يستطيع إخراجه عن أطواره إلا ما يطرحه هذا البرنامج المثير للتعصب والاحتقان.

Shlash2010@hotmail.com

تويتر @abdulrahman_15

مقالات أخرى للكاتب