Wednesday 05/03/2014 Issue 15133 الاربعاء 04 جمادى الأول 1435 العدد
05-03-2014

معركة (مشروبات الطاقة)!

هل ستنتصر الحكومة والمجتمع على (ضرر مشروبات الطاقة)؟!

عندما تكون صحة المواطن على المحك لا مجال للمساومة أو المناقشة، وما اتخذه مجلس الوزراء (أمس الأول) بمنع الإعلان والترويج لمشروبات الطاقة عبر وسائل الإعلام، وبيعها في المطاعم والبوفيهات الحكومية والمنشآت الرياضية.. إلخ، خطوة رائعة وعملية!

فالمسألة لم تعد تحتمل مزيداً من الصمت الرسمي والاجتماعي تجاه ما يُثار حول الأضرار الصحية (المحتملة) لهذه المشروبات، لذا جاء تقنين انتشارها كخطوة عملية أولى (صائبة) بكل المقاييس، وإن كنا ننتظر تقنيناً أكثر في المستقبل بحصر بيعها في الصيدليات، وعدم التعامل معها كمشروب غذائي فقط يُباع في (البقالة) بكميات مفتوحة وفي متناول مختلف الأعمار!

الدور الآن مناط بوزارة التجارة ووزارة الصحة والبلديات والجمعيات الخيرية لاستثمار هذا الضبط في مسألة إقناع الشباب بضرر هذه المشروبات، من خلال الحالات التي يتم كشفها وإعلانها عبر وسائل الإعلام التي ستكون هي الأخرى مستعدة للتعاطي مع الخبر بالحرية اللازمة، لأن فك الارتباط الإعلاني في وسائل الإعلام (خطوة ذكية) لها فوائد إضافية مع عدم التغرير بالمستهلك من خلال الشعارات المطاطة للقوة وتأثير الطاقة، بحيث أصبح هناك حل قسم و(عدم تضارب مصالح) بين وسيلة الإعلام والمنتج، مما يعني مرور الرسائل التحذيرية لمصلحة المجتمع دون أي تأثير أو تخفيف أو تجميل محتمل بسبب أن المنتج (معلن في الوسيلة) وهذا له أبعاد كبيرة!

الدراسة الأسترالية الأشهر أفادت بتغير خصائص الدم بعد ساعة من شرب علبة (مشروب طاقة) مما يهدِّد بحدوث جلطة لا سمح الله، كما أن تأثير هذه المشروبات وضررها يؤدي لتغيّر المزاج وإرهاق القلب وزيادة خفقانه واضطراب حتى في السلوك وتغيّر المزاج!

نقطة مهمة يجب أن لا يغفل عنها المنفذون لقرار الضبط، وهي عدم حدوث ردة فعل معاكسة لدى الشباب على طريقة (كل ممنوع مرغوب) لأنه تعود لفترة طويلة على تناول هذه المشروبات والإدمان عليها بفعل (التغرير الإعلاني) والرسائل المكثفة السابقة، وخطط الشركات في ربط المشروب بلحظات النشوة والسعادة والمرح و(الفلة)!

السؤال هل: توقف الإعلان والتغرير بالمستهلك، ضبط مسألة التناول، رسائل التوعية والتحذير المضادة لمشروبات الطاقة، كشف حالات تضرّرت، نشر دراسات غربية وعربية لأضرار المشروب كافيه لإقناع الشباب بالتخلي عنه؟!

المسألة تحتاج تضافر للجهود وعمل دؤوب، ولنا في معركة (التدخين) عبرة، فلا إعلانات ومبيعاته بالمليارات!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب