Thursday 06/03/2014 Issue 15134 الخميس 05 جمادى الأول 1435 العدد
06-03-2014

الشيعة والإرهاب!

الشيعي السعودي مواطن من الدرجة الأولى، له كامل الحقوق وعليه كل الواجبات، ومن يشكك في ذلك يطعن في الوطن قبل أي شيء، وينتقص من الدولة التي تضم الجميع وتعدل بين الجميع، وهذا دورها وواجبها. ويجب ألا نقبل أي تفرقة بين المواطنين السعوديين على أساس المذهب أو الأصل أو الانتماء القبلي، وطالبنا كثيراً بإصدار نظام يجرّم العنصرية والمناطقية والقبلية سواء بالقول أو الفعل،

وهذا سيجعلنا آمنين - بإذن الله - من ممارسات المصطادين في الماء العكر.

أركز في مقالي هذا على الشيعي السعودي، لأنه أصبح طريقاً يدخل منه الراغبون في نقد السعودية، خصوصاً من النظام الإيراني العنصري بشهادة إخواننا الشيعة قبل غيرهم، هذا النظام الذي يعادي العرب كعرق وثقافة بغض النظر عن الدين والمذهب، ولو نظرنا إلى حال العرب الأهوازيين، في إقليم «خوزستان» كما يطلق عليه هناك، سنجد أكثر من 80% من العرب الشيعة المنتمين للجمهورية الإيرانية يعانون من إقصاء وظلم شديدين.

إيران وقفت من منطلق مصلحي قومي إلى جانب جمهورية أرمينيا المسيحية ضد جمهورية أذربيجان التي يشكل الشيعة الأغلبية الساحقة فيها، وذلك في الحرب التي دارت بين البلدين على مقاطعة ناغورنو كاراباخ. وربما نجحت إيران في جعل بعض الشيعة العرب يتلقون الصورة الزاهية التي حاولت إيران رسمها في أذهانهم، لكنها لم تخدع بعض من جربوا الجنة الإيرانية المزعومة، عندما ذهبوا إليها مهاجرين بمواقفهم السياسية من دولهم في الثمانينات، فداست على كرامتهم وألحقت اليسير الذي قدمته لهم بكثير من المنة والأذى، والحوادث كثيرة ومثيرة، وإن كان كثير منهم لا يرويها للإبقاء على مصالحه مع حكام إيران.

المواطن السعودي الشيعي يجب أن يعي أهمية المواطنة، والدولة كما ذكرت في بداية هذا المقال لم ولن تهمش المواطن السعودي لأنه ينتمي إلى المذهب الشيعي، بل إن الدولة حرصت على جعل مناخ العلاقة الاجتماعية نقي وبعيد عن التشنج، خصوصاً بعد تأجيج بعض دعاتهم ومثقفيهم أصحاب الأجندات المشبوهة، وهؤلاء قلة بسيطة لا يمكننا اعتبارهم مشكلة كبيرة، خصوصاً مع وجود مثقفين سعوديين شيعة يؤمنون بالمواطنة، وولاؤهم للوطن قبل أي شيء، وعندما يتحدث بعض هؤلاء المثقفين الكرام، عن مشكلات فإنهم يتحدثون عن أمور حياتية وهموم لا تبتعد عن مشكلات أي مواطن آخر في أي منطقة سعودية أخرى.

مشكلتنا الحقيقية مع بعض المثقفين والدعاة الشيعة أنهم لا يستنكرون بحزم وحسم ممارسات المشاغبين في العوامية وغيرها، بل ذهب بعضهم لتسمية من يموت منهم لأي سبب من الأسباب وهم عدد قليل جداً جداً بالشهداء! على الرغم من أنهم يمارسون الإرهاب ولديهم سلاح، ويعتدون على رجال الأمن والأبرياء. هؤلاء المثقفون والدعاة كانوا يؤيدوننا عندما كنا نقف في وجه الإرهاب السني المتمثل في القاعدة، وكان رفضنا ينطلق من شعورنا الديني والوطني، وكنا نظن أنهم يشتركون معنا في ذات الهم وذات الحرص على الوطن وأمنه ومقدراته.

نحن اليوم نستنكر إرهاب بعض الشيعة، واستنكارنا لممارساتهم الإرهابية والشغب الذي يحدثونه في بلدة العوامية خصوصاً، لأنهم إرهابيون وليس لأنهم شيعة، لكننا نفاجأ بالموقف المتأخر والخجول وغير الواثق الذي يتخذه أصحاب الرأي والقلم والفكر من أبناء تلك المناطق والمنتمين لهذه الطائفة الكريمة.

نحن سبقناهم بسنين طويلة في نقد الخطاب السني المتطرف، وفي رفض التجييش الطائفي، وبمحاولة تسييد العقلانية، إلا أننا نجد النقد الديني في المذهب الشيعي قليل وخجول، ويرجع هذا إلى القمع الذي تمارسه حوزاتهم ومرجعياتهم.

أتمنى على المواطن السعودي الشيعي أن يعرف أنه في قلب الوطن وليس على الهامش، وأن لا يستمع إلى تجييش بعض الجهلة من أصحاب الأهواء، والمنساقين خلف المؤلبين في شرق الخليج العربي.. هذا الوطن للجميع وفوق الجميع.

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب