Friday 07/03/2014 Issue 15135 الجمعة 06 جمادى الأول 1435 العدد
07-03-2014

العالم في مهب الصمت

هل هي معادلة جديدة تحاول القوى العظمى صياغتها للعودة بالعالم إلى أزمنة الظلام والصراع وقوانين الغابات والقوي والضعيف والحرب الباردة؟

هل هي مؤامرة، (ولطالما رفضت هذا المصطلح) ضد العالم الثالث والشعوب المقهورة تقودها قوى عظمى تقود العالم سرًّا وعلانية دون أن تبالي بأعداد الموتى والمقموعين والمشردين من أوطانهم وأولئك المقهورين في أوطانهم؟!!

المثير للدهشة أين أولئك الذين كانت شعاراتهم العدل والمناداة بحقوق الإنسان والتي باسمها طعنوا وهددوا الكثير من الدول التي لا تطبق حقوق الإنسان والديمقراطية في أبسط الصور؟!

نادوا بحرية المرأة في الوطن العربي وتركوا الآلاف منهن تموت تحت دبابات نظام غاشم وذهبت في أحضانهن أرواح أطفالهن الهاربة من قبضة الأسلحة الحديثة والدبابات المجنزرة؟!

نادوا بحق المرأة في السياقة ونسوا أن يطالبوا بحقها في الحياة والعيش في وطن آمن، تأمن عرضها ومالها؟!

يا لعارهم ووجوههم سوداء من شدة الخجل من صمتهم وسلبيتهم ومماطلتهم في تطبيق القانون الدولي على سلاطين الحكم وأصحاب المجازر الجماعية؟!

في أحيان نجدهم محرضين للشعوب ضد حكامهم يتحدثون بألسنتهم عن شرعية مطالب الشعب، وأحايين نجدهم ضد رغبة الشعوب وخياراتهم!!

ينادون باحترامهم لحرية الأديان وبأنهم ضد الطائفية والمذهبية ويرفعون شعار عدائهم للإرهاب والإرهابيين، ثم نفاجأ بهم وبتصريحاتهم تدعم هؤلاء الضلاليين!!

هل هي شريعة الغاب أم هي خطة جديدة المقصود بها هيكلة جديدة لخارطة العالم؟!

وهل نوقن تماماً أن ما تقوم به القوى الغربية في مواجهة ما يحدث من مجازر في سوريا لا يتعدى مجرد مواعظ ووعود لفظية للعدو الحقيقي المتسلط والمتفرعن لأنه أمن العقاب؟!

هل الدول العظمى التي حمت الدولة الإسرائيلية المحتلة لعقود من الزمن إيماناً منها بحقها في الحياة والسلام مشلولة القوى اليوم عن إصدار قرار دولي لحماية الشعب السوري المشرد بسبب طاغية دمر وطناً بأكمله؟!!

تفوز الممثلة الكمبودية بالأوسكار لأن الفيلم حكى 12 عاماً من العبودية، وتمنح الجائزة العالمية لفيلم عبَّر عن حالة إنسانية، بينما على أرض الواقع تضيع المقاييس والمعايير العالمية التي تقول ما لا تفعل.

الله يستر العالم (على قولة جدتي) ليس فقط لأن قضاياه في مهب الصمت، بل ولأنه وقع في الهاوية فعلاً.

) ) )

وأنا في زحمة الرياض التي أصبح لا بد منها وعلى مدار اليوم تقريباً، يستوقفني أولئك الأطفال الشعث الغبر بالعشرات على الإشارات الضوئية.

المنظر غير حضاري أبداً، وقد تساءلت كثيراً عن طريقة يمكن للجهات المختصة ردعهم عن التسول وربما إلحاقهم بالمدارس أيضاً إن لم يكونوا من ضمن المتسللين إلى البلاد مع آبائهم، ولأني وعدت نفسي ألا أقدم لهم المال كي لا أشجعهم على المضي في هذه العادة السيئة (التسول)، فقد قررت في كل مرة أخرج من المنزل آخذ عدداً لا بأس به من السندوتشات لأوزعها عليهم كي لا (يعوّرني قلبي) كلما صددتهم، علّها تكون طريقة ردع جيدة.

) من أول البحر

إن بكت السماء

قف أسفل غيمها

لأني سأتناسل كالمطر

وأنبت على صدرك

mysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب