Monday 10/03/2014 Issue 15138 الأثنين 09 جمادى الأول 1435 العدد
10-03-2014

عندما يرتكب قسم اللغة العربية أخطاءً لغوية!!

الواقعة المحرجة التي كشفت عنها المجلة الثقافية التي تصدر عن هذه الجريدة «الجزيرة» يوم أمس الأول بشأن الأخطاء اللغوية المعيبة التي تعج بها نشرة «الندوة» الصادرة عن قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود تذكرنا بوقائع مشابهة حدثت وتحدث بشكل مستمر!

والواقعة، كما روتها المجلة الثقافية، تتمثّل في أن قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود أصدر نشرة باسم «الندوة» بمناسبة الندوة الدولية الثانية «قراءة التراث الأدبي واللغوي في الدراسات الحديثة»، وهي الندوة التي أقيمت تحت رعاية أمير الرياض وحضرها أساتذة من خارج القسم ومن خارج جامعة الملك سعود، فجاءت تلك النشرة «مليئة بالأخطاء اللغوية وركاكة التعبير وأخطاء في الصياغة والأسلوب»!

وتذكرني هذه الواقعة بواقعة أخرى مشابهة حدثت في إحدى الكليات عندما أصدرت نشرة بعنوان «الظاد» أو «لغة الظاد» وكانت بالطبع تقصد «الضاد»! وهذه ليست نكتة، بل واقعة حقيقية أعرف بعض أبطالها!

وعلى الرغم من حصيلتي اللغوية الضعيفة فإنني ألاحظ - بالكثير من التذمر - الأخطاء الفاحشة التي يقع فيها مذيعو التلفزيون والإذاعة ليس فقط عندما يرتجلون مادة إخبارية دون إعداد مسبق ولكن أيضاً عندما يقرءون نصاً مكتوباً!

علينا الآن أن نغفر لكل من يقع في أخطاء لغوية أو يكتب نصاً ركيكياً طالما أن قسم اللغة العربية يقع في أخطاء مثل تلك التي أشارت إليها المجلة الثقافية. فـ»إذا كان ربُ البيت بالدفِ ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص».

لكن السؤال الجدير بالطرح هو لماذا يقع هؤلاء المتخصصون في اللغة العربية بمثل هذه الأخطاء الشنيعة؟ هل اللغة العربية صعبة ومعقدة إلى هذا الحد، أم أن الأمر يتعلق بالإهمال واللا مبالاة؟

لاحظوا أننا لا نتحدث هنا عن «أخطاء» تثير المتقعرين والمتشددين لغوياً، وإنما نتحدث عن أخطاء بسيطة مثل «الفاعل» و»المفعول به» وأسماء مسبوقة بحروف الجر و»كان وأخواتها» وما شابه ذلك من المواضيع التي درسها الجميع في المرحلة المتوسطة والثانوية!

إنني أعرف بعض الأشخاص الذين لا تعجبهم أية صياغات تخرج عن النمط الكلاسيكي القديم ويكتشفون ألف خطأ لغوي في أي نص حديث! لكنني لا أتحدث عن مثل هذه «الأخطاء» التي تزعج هؤلاء المتشددين، وإنما أتحدث عن أخطاء صارخة مثل الخطأ الوارد في النشرة التي أصدرها قسم اللغة العربية والذي ورد كما يلي: «سيصاحب الحفل عرضاً وثائقياً عن قسم اللغة العربية»، وأرجو من مصحح الجريدة ألا يصحح الصياغة السابقة عن طريق الخطأ.

أسئلة جديرة بالنقاش، لكن المفارقة هي أننا في اللحظة التي نقرر مناقشة مثل هذا الموضوع فإن أو من سنستعين بهم هم المتخصصون في اللغة العربية! وحالنا هذه المرة سيكون حال أبي نواس صاحب شطر البيت الشهير: «وداوني بالتي كانت هي الداء».

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب