Tuesday 11/03/2014 Issue 15139 الثلاثاء 10 جمادى الأول 1435 العدد
11-03-2014

تفتخر الأمم والحضارات بتاريخها فتبرز مآثره وأمجاده

الجزيرة العربية هي مهد الحضارة وأولى بقاع الأرض التي حملت الإنسان الأول ومهدت له سبل الحياة، ولقد كان لموقع الجزيرة العربية أثر في العناية والاهتمام من جانب الأوروبيين القدامى، حيث بدأ اهتمامهم وزياراتهم لها منذ القرن الخامس عشر الميلادي، وكان لتلك الرحلات أهداف متنوعة كما جاءت كتاباتهم متباينة من حيث الالتزام بالموضوعية والحياد وما اشتملت عليه من معلومات وانطباعات.. ولا شك أن تلك الكتابات كانت موضوع اهتمام الباحثين المعاصرين عن تاريخ الجزيرة العربية فقد ترك أولئك الرحالة كتابات أفادت بعض الباحثين حيث درست جوانب مختلفة من تاريخنا.. كانت الجزيرة العربية مكاناً مجهولاً بالنسبة للأوروبيين، ولم تكن هناك معلومات جغرافية إلا ما هو مستمد من كتب الجغرافيين والرحالة القدامى، وقد ترجم قسم كبير من تلك الرحلات والدراسات التاريخية إلى العربية، وكانت تعكس اهتمام الأوروبيين المتزايد بالشرق عندما بدأت البوادر الأولى لصراعاتها من أجل السيطرة والتوسع فيما وراء البحار، وقد بدأته إسبانيا والبرتغال وهولندا وفرنسا وبريطانيا كقوى بحرية استطاعت الوصول إلى الشرق العربي والجزيرة العربية والخليج العربي، وكانت تلك الرحلات لا تخلو من مهام استطلاعية وعوامل سياسية واقتصادية أخرى.

ومن يستغرض كتب الرحالة الغربيين يجد الكثير ولعل من أبرزها كتاب جاكلين بيرين «اكتشاف جزيرة العرب» الذي ترجم إلى العربية في بيروت منذ خمسة وعشرين عاماً كذلك الرحالة «بدول» الذي نشركتابه في لندن سنة 1976م، والكابتن ج. فورستر سادلير وكذا جيفور بالغريف وقيليب واليزابيث مونرو وهاملتون وهونكه زفريد وكذا لود وقيجو فارتيما من (مدينة البندقية) 1503-1508م رحلة من البندقية للقاهرة ثم سوريا والحجاز واليمن ثم فارس والهند، وكارستون فيبرو (دنيماركي) 1762م كان رئيساً للبعثة الملكية الدنماركية التي قامت برحلة إلى جدة، اليمن، مسقط، الأحساء، وهو الوحيد الذي عاد حياً من أفرادها إلى بلاده.

ويستقر اليوم الكثير من تراث الجزيرة العربية في متاحف العالم من روائع الكتب والتحف الفنية التي خرجت بأساليب شتى إلى تلك المتاحف العالمية التي شاهدناها تضم كماً هائلاً من التراث الإسلامي وأصبح اليوم مورداً اقتصادياً لتلك الدول في مجالات السياحة الثقافية.

عضو الجمعية العلمية للغة العربية - أمين عام دارة الملك عبد العزيز السابق

مقالات أخرى للكاتب