Tuesday 18/03/2014 Issue 15146 الثلاثاء 17 جمادى الأول 1435 العدد
18-03-2014

8 من 24!

جولة آسيوية مخيبة لكل الفرق السعودية.. لم يحفظ ماء وجهها سوى فريق الاتحاد، بل إن شئت فقل: جولتان خجولتان لفرق الوطن كانتا للهوان أقرب.. حصيلة متواضعة من النقاط.. 8 نقاط فقط من أصل 24 نقطة ممكنة.. تؤكّد ما ذهبت إليه قبل بدء البطولة بأن الوضع العام يبعث على القلق.. فحدث ما كنت أخشاه، بل ربما فاق.

الشباب كعادته هذا العام.. وهو ما حذَّرت منه في مقال الأسبوع الماضي.. يكتب سطراً ويترك سطوراً.. يسطع في جولة ويمارس في غيرها الأفول.. ينتصر على الهلال فيخسر من النهضة.. ويعود من إيران بانتصار ليُهزم في الدرة.. بعيداً عن الأمور الإدارية والتدريبية التي كتبنا عنها كثيراً.. لكن واضح أن مشكلة الليث أولاً لاعبوه.. فمزاجيتهم هي من تتحكم في رتم الفريق.. وليس أدل من ذلك كمية الانضباط في لقاءي الاستقلال والنصر.. ويقابلهما لا مبالاة أغلب اللاعبين وتراخيهم في لقاء الجزيرة.. وهو ما يفسّر أن كل الأهداف الثلاثة التي ولجت في لقاء الثلاثاء الماضي كانت من أخطاء صريحة من اللاعبين.. وليست لجودة أو تميز المنافس.. ولذا فرهان اليوم على الشباب في لقاء الريان.. هو أشبه بقراءة الفنجان.. ربما ظهر نجم الليث وبان.. وربما عاد لحالة التوهان.. لا شيء مضمون مع هذه الكتيبة حتى الآن.

ربما الحسنة الوحيدة لحالة الشباب المتذبذبة.. أنها أماطت اللثام عن بعض الصحف الحائطية والبرامج اللا حيادية.. فالليث الوحيد الذي عاد من طهران بالدرجة الكاملة عكس بقية ممثلينا الذين خسروا جميعاً لم يجد وقتها أدنى اهتمام.. بل حتى في عناوين الصحف والبرامج كان أشبه بنعي وعزاء.. بالمقابل عندما أخفق بلقاء الجزيرة أصبح الشغل الشاغل لهم ما بين حقد تلبس زي النقد.. وما بين رسوم كاريكاتيرية تخفي ما تضمره من حسد.. لذا قلتها ذات مقال: حتى في أشد الأمور سوداوية هناك جانب مضيء.. يكفيها أنها تكشف الأقنعة.. وتعري الوجه وتُسيح (المكيجة).

أما الاتحاد الذي يشارك الشباب الظهور هذا المساء.. فهو عاد من بعيد.. فبعد خسارته الأولى في إيران وتخلفه بداية المباراة الثانية بالشرائع مع العين.. وجدناه ينتفض في الشوط الثاني.. ويعود للمسار الصحيح.. وهو ما يحسب لمدربه أولاً الكابتن خالد القروني.. الذي أتمنى ألا تؤثّر عليه الزوبعة التي حدثت قبل أيام بخصوص بقائه بالاتحاد من عدمه.. وتكون إطلالة العميد أمام اللخويا في قطر كإطلالة البدر.

في حين لا يزال الهلال يعاني من دفاعه وحراسته.. فكلما تنفس الحياة في الخطوط الأمامية.. وجدناه يفاجأ بالطعنات من الخلف.. أمام سابهان كان يمكن أن يعود ليس بالتعادل، بل بالانتصار.. لكن حالة اللاعبين وتنظيمهم الخلفي لا يزال يئد كل فرص التفوق.. أعتقد أن لقاء السد غداً مفصلي في استمرار الفريق بالبطولة من عدمه.. بعيداً عن لغة الأرقام.. فحالة اللا ثقة إن استشرت بالفريق.. فلا يمكن معها بعدئذ العودة لجادة الانتصارات.. ننتظر هلال ألفين.. لعله ينسي محبيه الأنين.

أما الفتح فعطفاً على حداثة تجربته فهو حتماً لا يلام.. وربما لقاء الجيش هو معركته الأخيرة للبقاء في البطولة.. لذا على كتيبة فتحي الجبال أن ترمي خلف ظهرها ما كان.. وتعيد في ملعب الأحساء فصلاً من فصول التفوق في منافسات العام الماضي.. لعلها تكون تلك الذكريات زاد ثقة للاعبين في الميدان.

مهنة من لا مهنة له!

- في حسابه يكتب في المنافس أقذع الكلمات التي لا يقولها أكبر حاقد.. وفي عموده الصحفي أو ظهوره التلفزيوني يلبس ثوب الناقد.

- يتحدث عن منجز لاعب فريقه بشيء من الفخر.. في حين يلمز منجزات الخصوم ويواصل تجاوز الخطوط والكتابة تحت السطر.

- يؤلّب لجنة الانضباط على تجاوزات اللاعبين من المنافسين.. لكنه يواصل الصمت المطبق عندما يصل الأمر لحسين.

- يمارس التندر والسخرية بالجماهير.. فيسيء بالحرف ويسقط بالتعبير.. وربما أنه نسي أو تناسى أن بين الصحافة والسخافة حرف.

- للأسف يبدو فعلاً أن مهنة الإعلام أضحت مهنة من لا مهنة له.. فقد ابتلي الإعلام بثلة من المتعصبين الشاتمين باسم كتّاب ونقاد وإعلاميين.. خارج الملعب يخلع رداء الرابطة.. ليمسك في بيته قلماً ويمارس الكتابة.. وكل زاده من الخبرة شتم هذا والتهكم على ذاك.. في حين أن شعبيته نالها من طرد أو إثارة ممجوجة تجاوزت الحد.

خاتمة

يقول مصطفى السباعي:

ليس كل من أمسك القلم كاتباً، ولا كل من سوّد الصحف مؤلفاً.

تويتر: @sa3dals3ud

مقالات أخرى للكاتب