Friday 21/03/2014 Issue 15149 الجمعة 20 جمادى الأول 1435 العدد

نص

كَمْ أُحِبُكْ

كل صباح يطرق نافذتي ذلك الجميل، أسمع صوته فأنهض مسرعة كي أتأمله.

يبلله المطر وهو يغني حتى أستيقظ فأحييه، وما إن يراني حتى يشرق وجهه مُستبشراً بقدومي.

لا أستقبل صباحي دون أن أراه فما بالي اليوم لا أراه، افتقدت صوته الجميل، وهمسه الرقيق، طرقاته الحانية، وتفقده الدائم لي.

ابنة الصباح أنا لكنني لم أعد كذلك منذ اختفى! أسأل نفسي : هل يا ترى أصابه مكروه، ثم أنفي هذه الظنون بدعوة صادقة أن يعود.

لطالما احتسيت القهوة على إيقاعات صوته، فلم يعد لها طعمٌ بدونه.. هل قرر أن يهاجر ويتركني؟ لا، مستحيل وهو يعلم أن قلبي مُعلقٌ به.

نهضت ذات شتاء وأنا أُعزي نفسي وأمسح زجاج النافذة والذي تكثفت فيه أنفاسي وأفكاري، أفرك يدي لعل الدفء يشتعل من جديد وأنى له ذلك؟.

مر الشتاء طويلاً وأتى الصيف، وبينما أنا أهم بمغادرة غرفتي إذ بجناحين يقتربان من النافذة لكنهما صغيران، تأملت المشهد وإذ بعصفوري يعود من جديد بعد أن كون عائلة صغيرة يهوي الصغار بين يديه وهو يعلمهم الطيران.

كانت سعادتي لا توصف، شكراً لوفائك أيها الطائر الجميل، آه لو تعلم كم أحبك.

أمل عبدالله القضيبي - الرياض