Saturday 29/03/2014 Issue 15157 السبت 28 جمادى الأول 1435 العدد
29-03-2014

متى تصبح مدراسنا جاذبة..؟

اعترف أحد وكلاء وزارة التربية والتعليم السابقين بأن مدارسنا ليست جاذبة، ولكن اعترافه ظل مجرد اعتراف المقصر!! رغم أن الوزارة لو جعلت ذلك هدفاً إستراتيجيا لها لاستطاعت أن تجعل المدرسة جاذبة ولو بالحد الأدنى! لذلك فإن الاعتراف بالتقصير مع المقدرة على التغيير

هو العيب الذي نبهنا إليه أبو الطيب المتنبي عندما قال:

ولم ار في عيوب الناس عيبا

كنقص القادرين على التمام

بمعنى أن ذلك المسؤول كانت لديه الشجاعة الأدبية للاعتراف ولكنه استكان ولم يفعل شيئاً لتغيير الواقع! ولقد ترك منصبه منذ سنوات ورحل، وما تزال المدرسة لم تعمل على تحقيق درجة أخرى في سلم الجاذبية! ولو حللنا الجاذبية إلى عناصرها الأولية فسنجد أن ذلك يعني أن يتعلق الطالب بمدرسته ويرغب بالبقاء فيها، لا أن يقوم باختراع الحيل للخروج منها أو التذمر المستمر! تلك الجاذبية هي مربط الفرس وهي التي يجب العمل لتحقيقها لكي نصل إلى الاستقرار في البيئة المدرسية، بعد أن تمنحه الأمان والراحة وتوقد في مشاعره تقدير الجمال والتعاطي معه كما يجب بمناظرها الجميله وأسوارها وأشجارها ويستقر في فؤاده الطمأنينه فلا عنف ولا تهميش للرأي ولا دفن للموهبة بل تقدير واحترام واحساس بأن رأيه مقدر ومحترم! جمال المظهر الخارجي للمدرسة هو أحد عناصر الجاذبية، وأبسط مقاييس الجاذبية تعني ألا يتذمر الطالب من وجوده في مدرسته وألا تكون الشكوى هي ما يلهجه به لسانه طوال الوقت.

بالتأكيد أن ذلك له علاقة بالمبنى والمعلم والإدارة والمنهج والمقرر، وتوفر الأنشطة المدرسيه بيئة تفاعلية ممتعة للطلاب بعد أن تحقق لهم رعاية مواهبهم، والأنشطة كما هو معروف تغيب عن بعض المدارس وخاصة النشاط المسرحي الذي يؤكد لي كثيراً من الطلاب أن لا مسرح تربوي في مدرسته.

ذكرت صيحفة سبق أن طلابنا يهللون عندما تعلق الدراسية ويفرحون بينما يبكي طلبة أمريكا عندما تهطل الثلوج فتتوقف الدراسية هذا لوحده مؤشر يستحق الدراسة من قبل وزارة التربية والتعليم.

من السهل الآن مع توفر المعلومة والتي تتيحها التكنولوجيا الحديثة أن يحصل الطالب عليها حتى بدون معلم، وهناك التعليم عن بعد وغيره. المعلم الآن دوره لا يفترض أن يظل ناقلاً للمعلومة بل مفسر وشارح ومقارن ومثير لفكر الطالب لكي يحلل ويستنبط ويبتكر وينتج معلومة. المعلم الآن دوره يزداد صعوبة وتحدياً أمام تزائد منسوب المعرفة عند الطلاب. وهذا ما يجعل الفجوة تزداد بين جيل المعلمين الجدد وجيل الطلاب الجدد.. ولا يمكن ردم هذه الهوة إلا بمحاولة إعداد المعلم في الجامعة بشكل يعطيه القدرة على التميز والعطاء وأن يتمكن من البقاء في الفصل ليس بقوة النظام ولكن بما لديه من تجارب وخبرات في التعامل مع الأطفال أو المراهقين.. وأن يفهم أن دوره في المدرسة أن يكون أحد وسائل الجاذبية والترغيب في التعليم وليس العكس.

alhoshanei@hotmail.com

@alhoshanei تويتر

مقالات أخرى للكاتب