Saturday 29/03/2014 Issue 15157 السبت 28 جمادى الأول 1435 العدد
29-03-2014

الصحافة وتويتر

تبقى سطوة الإعلام حاضرة في بلاط صاحبة الجناب العالي (الصحافة)، فبالرغم من نظرية البدائل الحتمية في علم الإعلام (الطباعة، الراديو، وكالات الأنباء، الصحافة، التلفاز،..) وماشهده هذا القرن من تعدد وسائل الاتصال وانتشار وسائل التواصل الإعلامي الاجتماعي الجديد وظهور الحسابات الشخصية والمنصات المليونية (twitter)، ذات البيض الوافر!! الذي لايحتاج إلا لإبلاغ ازعاج (report spam) لاكتشاف فساده..!، وبات سباق زيادة المتابعين الـ(followers) محموماً حتى انتج منصات الزيادة للمتابعين، بل تعداه الى سوق رائجة لبيع علني لمتابعين وهميين بمواصفات متعددة!!، وهذا الناشئ الجديد، يمتلك السرعة والانتشار والانفتاح والسهولة، بلا قيد أوعرف، وانتشر معه الكذب، الترهات، السخافات، الضلالات، والمضلات.. بشكل يدعو للاشمئزاز والغثيان (نسأل الله السلامة)، وهذا لايلغي امتداد الجانب الإيجابي لمنصات الخير والصلاح وبات تويتر منبراً ناشطاً لنشر الحق والقيم السامية والوعي الاجتماعي وأصبح رقما صعباً في التأثير الاجتماعي ولاعباً يشار له بالبنان في تشكيل النسق الاجتماعي وتغيير تراتبية الأثر والتأثير التقليدية في المجتمع، لامتيازاته العصرية...

بالرغم من كل هذا وفي خضم هذه الموجات الإعلامية المتعددة... بقيت صاحبة الطول والمصداقية (الصحافة) حاضرةً بحلتها القشيبة تتبختر بين هذا الزخم الإعلامي المحموم وتثبت أنها الأجمل.. والأصدق.. والمصدر الأوثق للأخبار، وأنها الأقدر لمواكبة احتياج المرحلة لامتلاكها الفكر.. والأداة وقبل هذا الخبرات التراكمية اللتي تعد الفارق الأصعب لتجاوزها، والنهرالمتجدد لبقائها وتألقها، في ظل انتشار ملايين الصفحات الإلكترونية الحاملة للبيض الفاسد..!، وآلاف برامج التواصل الإلكتروني.

حيث باتت المسئولية على الجميع، والكل يشارك ويعمل ويتفاعل بقدر ما أتيح له من مساحة، وهذا ماساعد على ارتفاع الوعي الجمعي للمجتمع وبشكل نحسبه أن يكون إيجابياً. وأزعم أن الصحافة ستبقى حاضرةً لعقود قادمة.

نسأل الله أن يرزقنا صدق القول والعمل وأن يديم علينا نعمه ويرزقنا شكرها، وأن يجعل مانعمل حجةً لنا لاعلينا، وأن يجعلنا هداةً مهتدين لاضالين ولامضلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

sh1ksa@yahoo.com

- حائل

مقالات أخرى للكاتب