Wednesday 16/04/2014 Issue 15175 الاربعاء 16 جمادى الآخرة 1435 العدد
16-04-2014

الإذاعات الهابطة

المعروف أن الإعلام بشكل عام هو طريق لنشر الفضيلة و إشاعة ثقافة السلم والمحبة وترسيخ القيم والأخلاق وتعميق استخدام تعابير وكلمات راقية التي تنم عن التزام بالأخلاق والابتعاد عن أي سلوك شائن.

وبقينا زمناً ونحن نتابع وسائل الإعلام وخاصة الإذاعة لا نسمع إلا الألفاظ الراقية المشبعة بالقيم ولم نلاحظ ذات يوم ما يدفع من وسائل الإعلام إلى أي نمط من أنماط السلوك الشاذ المخالف لآداب الإسلام وخلقه.

غير أنني فوجئت في الآونة الأخيرة و أنا أستمع إلى إذاعات محلية إلى تداول ألفاظ فجة قميئة و تداولها بين المتحاورين وظننت أن هذا الأمر يقتصر على هذه الإذاعة غير أنني أردت التقصي فتتبعت أكثر من إذاعة لفترة زمنية لأقف على أن هذا الاستخدام المبتذل للألفاظ و إشاعتها هو مما يمكن أن نقول إنه ينشر في أكثر هذه الإذاعات.

وإذا كنا قد لاحظنا أن الابتذال في الأغنية هو مما شاع في الأغنية قديماً فأنه كثر في الوقت الراهن حيث تتداول كلمات يمكن أن نصفها أنها ساقطة لا يمكن أن تصدر من وسيلة تحترم السامعين.

إن السلوك الراهن الذي يتمثل في إشاعته كلمات مبتذلة سيؤثر دون شك في جيل من المستمعين الصغار والشباب لأنه قد يعتبرون أن ما يصدر من إذاعة و من مذيعين بها شيئاً يجب أن يقتدى به و يقلد...

السؤال هنا:

هل هذه الإذاعات وجدت لتثقيف الناس ورفع مستواهم والارتفاع بذائقتهم، أو أنها لإشاعة الابتذال ونشر الكلمات الوضيعة والأساليب الحوارية الفجة التي لا تنم عن احترام وتقدير.

إنني أتعجب من قيام هذه الإذاعات من استخدام بعض المذيعين غير الملتزمين بالقيم والأخلاق, وأتعجب من غياب نموذج المذيع الذي يملك الثقافية الراقية ويعرف الحدود والآداب واللباقة ويدرك أن تأثيره ينفذ على كل من يستمع إليه.

إنها دعوة إلى ملاك الإذاعات الخاصة أن يدققوا في حسن الاختيار وأن يقفوا بصلابة في وجه كل من يحاول الخروج عن حدود الأدب والأخلاق.

مقالات أخرى للكاتب