Friday 09/05/2014 Issue 15198 الجمعة 10 رجب 1435 العدد
09-05-2014

تشكيليون أضاعوا مشيتهم

بين حين وآخر تتكشف لنا الكثير من الجوانب الشخصية لبعض الفنانين، ولكل عصر أبطاله أمثال الموصوفين بالنرجسية الممقوتة أو (المصاخين) كما هي باللهجة العامية، تظهر أعراض مرضهم في حبهم لأنفسهم واعتقادهم أنهم الأهم والأبرز، وأن من حولهم من الفنانين جهلة وأغبياء، دون توقف عند هذا الحد بل تجاوزوه إلى نقد من يقوم على إدارة أمور البلاد والعباد من المسئولين في جهات حكومية منها ما تعنى بالفنون والثقافة، بأنهم لا يعون ما حل بالدنيا من تطور.. هذه الفئة التي امتهنت الفن بعد ما تمكنت منه بالهواية وهي (الغالبة)، ثم تعاملت بالاحتكاك بالآخر من خارج بيئتهم الدينية والاجتماعية ممن يجيدون ثقافة غسل العقول واستغلال تدني وعي هؤلاء الفنانين بثقافة مجتمعهم وبقيمه ومبادئه، جعل هؤلاء الفنانين من أنفسهم قيمين ومقيمين للمجتمع، فزاد حبهم لذاتهم إلى مرحلة الحقد والكراهية لكل ما يحيط بهم من فكر مجتمعهم، نتيجة لإفرازات تربية بيئتهم الأولى، الناقصة أو الجاهلة والمنغلقة، حياة الغابة، يرون فيها من حولهم وحوشا تستعد للهجوم عليهم أو تستحق الهجوم عليها.

هذه الفئة رغم قلة عددها أو لتفرد من يقود السيئ فيها، برزت في وقت غابت فيه الرقابة والمتابعة السابقة للفنون التشكيلية فاستغلوا هذا الهامش في دس سمومهم في أرغفة الخبز التشكيلي وانتشرت دودتهم وتكاثرت في طحين الساحة فأصبحت كفيروس كورونا لا تعلم أين يعيش ومن أين تأتيك شرورة.

انتقلت عدواهم إلى من اقترب منهم نتيجة جهلهم بسبل الوقاية.

هذه الفئة شاطرة في إحداث فقاعات إعلامية مدفوعة لكن عمرها قصير، ذكية في تمرير فكرها عند بعض الداعمين من المسئولين، ليس لجهل المسئول بقدر ما هي الثقة في أن ما يقوله هذا الفنان أو ذاك من تلك الفئة.. صحيحا، وما يقوم بعرضه ممثلا لواقع حياتنا الدينية والاجتماعية.

اكتسب هذا الفنان أو ذاك من معلميهم الغربيين ثقافة المراوغة والتعتيم والتغليف، حاولوا نشر فكرهم الفني المنحرف، لكن العقلاء كانوا لهم بالمرصاد، فانكشفت حقيقتهم وتحول من كان معهم إلى ضدهم، وبقوا وحيدين يحاولون ترقيع ما يمكن ترقيعه.

هذا الفنان وأمثاله ممن اندفع معه يذكروننا بفترة الموجة التغريبية في حداثة الأدب التي صالت وجالت بين أدبائنا في زمن مضى ثم اختفت.

يعيش ومن معه مع قلة عددهم في بروج عاجية، لم يعد لمن حولهم عندهم قيمة، ولا لفكر وواقع مجتمعهم يرضيهم، ولا كل ما يرونه ويفعله الناس من تمسك بالمبادئ والقيم يعينهم بقدر ما يرونه تخلفاً.

انتظروا سقوطهم فقد ظهرت علاماته جلية، فهم كالغراب المقلد لمشية الحمامة، أضاعوا اتجاه إبداعهم الصحيح، وخرجوا من مكونات دارهم فقل مقدارهم.

monif.art@msn.com

فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب