(فضيحة) غزل (الشيخ)!

سمعت عن مقطع فضائحي تم تسجيله خلسة لأحد المشايخ المشهورين وهو يتحدث مع فتاة حديثاً لم أستطع سماعه لوضاعته وخسته، وبمجرد أن تتابع مواقع التواصل الاجتماعي تعرف كل محاور الحدث بدقائق معدودة، ونحن كمجتمع سعودي تجاوزنا جميع دول العالم في تحويل فضائحنا المحلية إلى فضائح دولية نظرا للاهتمام الملاييني بكل فضيحة حتى وإن كانت تافهة، بمجرد أن تكتب فضيحة تنهال عليك ملايين السعوديين ليجعلوا هذه الفضيحة من أكثر المواضيع قراءة بين جميع المواضيع العالمية الأخرى، هذا

المقطع الصوتي الوضيع الذي انتشر للشيخ سواء كان مفبركاً أو حقيقياً أو تم تسجيله من قبل الفتاة أو جهة ثالثة أخرى ما كان يجب أن ينتشر إحقاقاً لمبدأ الستر الذي هو حق من حقوق الشيخ علينا حتى لو لم يكن يعاملنا بالمثل، لا يجب أن نقسو على الشيخ ونجرح بأخلاقياته حتى وإن كان سابقاً يقسو علينا ويجرح بأخلاقنا، حتى وإن كان المقطع مفبركاً وهذا ما أرجوه وأتوقعه لا يجب أن نساعد إنساناً يريد الانتقام من خلال استغلالنا في نشر غسيل وسخ يمس فرداً من أفراد مجتمعنا، أيضا هذه الضجة الكبرى تتناسى أن الشيخ ما هو إلا بشر يعتريه نقص وتفريط ومعصية مثله مثل غيره، وهذا الحدث هو فرصة سانحة لتدارك الوضع وترتيب أوراق الحرب الوهمية بين من يقسمون المجتمع إلى قسم مسلم وقسم ضد الإسلام، لأنها حرب لم تقف منذ الأزل لكون أتباعها يصورونها حربا سامية بين أهل الخير وأهل الشر، وكل طرف يرى انه أهل الخير ويريد إنقاذ المجتمع، كل طرف كأنه شق قلب الطرف الآخر وجزم بأنه عدو، حرب شرسة وغير نزيهة تحول فيها جمهور الطرفين إلى جماهير تشبه جماهير أندية كرة القدم تنطلق تبعيتها حبا في المنافسة والانتصار على الآخرين حتى إن كان نصراً تافهاً في معايير النواميس الكونية، سيتسلل أحدهم لجهاز أحد نجوم التيار الآخر ويسرب فضيحة مضادة أو يفبركها، وهكذا دواليك في مشهد غير حضاري لا يمت للدين الإسلامي بصلة، كنا نحذر أن المعايير التي يتم فيها المطالبة الأخلاقيات على المرأة تنطلق من معايير لا أخلاقية أساساً! كنا نحذر أن الذين يقفون ضد الوصاية الاجتماعية هم ليسوا أعداء للدين بل لحماية الدين من المتنفعين به، الشيخ الذي يغازل أو غيره من الشباب المراهق الذين يقبض عليهم بتهمة الخلوة وغيرهم إنما هم بشر وأبناء لنا لا يجب أن تشهر بهم على أننا ملائكة منزهون، فحتى في زمن الصحابة رضوان الله عليهم هناك من ارتكب أشد مما فعل الشيخ (المغازل) ولم يتم التشهير به نتيجة أن البشر تحرص أن يكون الدين حاميا لأعراض الناس لا كاشفاً لها، ماذا نستفيد من فضح شيخ دين أو مسلم أو حتى غير مسلم؟! علينا أن نستفيد من هذه الدروس فالمجتمعات تتقدم ونحن نراوح مكاننا نتحارب في حرب لا منتصر فيها غير الشيطان!