Friday 30/05/2014 Issue 15219 الجمعة 01 شعبان 1435 العدد
30-05-2014

العالم .. إلى أين؟

أيام معدودة تفصلنا عن إجازة نهاية العام الدراسي، وعام آخر يمر ومعظم الدول العربية التي كانت وجهة سياحية أولى يعاني استقرارها الويلات، وانعـــدام الأمن والاســـتقرار بسبب ظروف الربيع العربي، أو كما أسموه، أو فوضى الانتخابات، فأين ستكون إذاً وجهة السائح الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص؟

هل يا ترى هناك تخطيط مسبق لإجازاتنا بشكل مدروس؟ وهل تعمّق لدينا مفهوم السياحة الثقافية؟ أو مجرد تغيير جو وسفر وتسوق؟

في كلامي القادم لا أقصد تقديم النصح أو التسويق للسياحة الداخلية، ولو أنها تستحق وقفة سريعة، فمثلا تنظيم رحلات جماعية لمدائن صالح، ورجال ألمع، تنشيط فكرة القرى السياحية، مهرجانات التسوق، عروض مسرحية والكثير من الأفكار التي تجلت على أرض الواقع في مناسبات عديدة أنجحها التي قامت بها أرامكو، كل ذلك بإمكانه أن يجذب المواطن لأماكن سياحية داخل الديار قد يعوضه عن فقدان وجهات السفر القريبة منه بسبب الظروف السابقة الذكر.

أما إن كان السفر لدول أوروبا أو شرق آسيا أو جنوب أفريقيا أو حتى لأمريكا، فهل كان هناك تخطيط يمكن المسافر من زيارة المواقع التاريخية فيها والشهيرة، وتلك التي تستحق الزيارة كالمسارح ودور الأوبرا والمتاحف؟

وهل المسافر على دراية بأحوال هذه البلاد ودرجة الأمن فيها وقوانينها والتي يخضع لها الزائر كي لا يخترقها دون قصد؟

كما حدث في أمريكا التي ألقت القبض على طلبة في أجهزتهم الالكترونية برامج غير أصلية؟ أو لجوء بعض الخدم لاستخدام أساليب اللجوء بطرق تسيء للمخدوم، وهل من الضروري اصطحابهم؟

العديد من الدول الغربية تتسابق لاستقطاب أكبر عدد من السياح لإيمانها بأن هذا الأمر ينعش اقتصادها والسياحة فيها، فهل ننجح كعرب في الخروج من روتيننا وقت السفر والاكتناز بما قد نراه ونزوره ونتفاعل معه حين نعايش سكان البلاد التي نقصدها؟

وهل ننجح أن نكون سفراء جيدين عن بلادنا وديننا الإسلامي حيث نحل؟

وربما نعود إلى بلادنا بأفكار مثمرة وتجارب عايشناها خلال سفرنا وترحالنا.

من خلال متابعة ومعايشة لسياح أجانب نلاحظ بساطة الملابس وحمل ما خفّ منها، اعتمادهم خطة للسفر والتجوال، مرافقة الدليل السياحي لهم، حرصهم على زيارة المناطق المهمة، والشعبية بالذات، والاستفادة قدر الإمكان من كل دقيقة تمر بهم خلال الرحلة.

هي ثقافة السفر التي برع فيها الرحالة العرب الذين عادوا بما سُمّي (أدب الرحلات)، وقد كانت رحلاتهم استشرافا وحوارا مع الآخر حيث حلوا، وإني لأتذكر مواضيع التعبير والإنشاء في المرحلة الابتدائية التي كانت المعلمة تبدأ بها الفصل الدراسي الجديد بعد العطلة الصيفية أن اكتب موضوعاً عن تمضيتك الإجازة الصيفية أو رحلتك للبلد الذي أمضيته فيها، وكأنه تعليم تربوي للطفل في المراحل الأولى للتعبير عن تفاصيل رحلته وشعوره خلالها وأهم ما رآه ولاحظه.

من أول البحر

إن أمطرت السماء

قف تحتها عاريا

لأني سأتناسل من الغيم

وأنبت على صدرك

mysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب