Tuesday 03/06/2014 Issue 15223 الثلاثاء 05 شعبان 1435 العدد
03-06-2014

مصرفية في زمن الكورونا !

«لن تكون جدة كما عهدتها ياصديقي»..كانت تلك الكلمات موجهة لزميلي عمار في صبيحة اليوم الذي تلا رحيل وزير الصحة السابق.كُنا نعرف ان شيئا ما في غير محله. تصرفات المصرفيين العرب كانت مثيرة للانتباه في المنشأة المصرفية التي أعمل بها في جدة. جاري الآخر يوسف من كندا كان كثير المداومة على غسيل يديه وتعقيمها بالمواد المطهرة فور مصافحته لزملائه ! الكثيرون بدؤوا يتجنبون مصافحة الأيدي وإن حدث العكس فإننا نتوجه لأقرب مُطهر لنغسل اليد ! كنا نتفاجأ ونكتم ابتسامتنا عندما نرى الواحد منا يبتعد مترين او ثلاثة عندما يتحدث مع الآخر!

من يلومهم على فعل ذلك وفيروس الكورونا لا يوجد له حتى الآن أي لقاح.

كنت أعطف على أشقائنا المسلمين من غير العربية الذي كانوا لا يدركون جيدا في ذلك الوقت ما كان يدور في مجتمعنا وهلعنا بهذه الجرثومة الخفية التي لانراها ولكن نستشعر اعراضها، فما أن يعطس الواحد منا «أكثر من عطسة» حتى يصبح مشتبها محتملا «على غير العادة» لفيروس الكورونا ! ونفس الحال عندما «يحمرً» الأنف من دون سبب في اشارة الى الزكام كانوا يحاولون الابتعاد عن أماكن الرذاذ المتطاير اثناء السعال او العطس ! الكل حفظ عن ظهر القلب اعراض الاصابة بكورونا، كُنا نبارك لزملائنا عندما يزورون عيادة البنك الداخلية ويكتشفون ان لديهم زكاما بسيطا. زميلي محمد من سوريا كان يتندر قائلاً كيف انه هرب من «جحيم الحرب» في بلاده وانتهى به المطاف مع «مواجهة محتملة» مع فيروس الكورونا، ليختتم حديثه معي مودعا بكلمات لا تزال عالقة في ذهني: «تعددت الطرق و الموت واحد!».

من يطلع على التقارير الغربية التي تحمل في طياتها تصاريح لبعض العلماء المتخصصين في علم «الجينات الجرثومية و الفيروسات» يدرك جيدا ان هناك خطا رفيعا بين الارتياب لدرجة الوسوسة و الحذر على مبدأ»شعرة معاوية». فالوقاية هي أفضل وسيلة لمواجهة هذا الخطر الفيروسي. دعونا لا ننسى أو نتناسى تصريح الدكتوركريستيان دروستن عندما ذكر ان زيادة الإصابات والوفايات ربما تكون ناجمة عن «مشكلات في التحكم بالعدوى في المستشفيات السعودية». وطرق الوقاية للممرضات الذين يتعاملون مع الحالات المؤكدة هي بتغطيةكافة أجزاء الجسم لدرجة لبس النظارات الطبية التي تغطي العين بشكل كامل.

الكمامات الواقية

كما تعرفون فإن إحدى طرق الوقاية هي لبس الكمامات في أماكن التجمعات المكتظة. المفاجأة كانت في الإجابة التي تلقيتها من أحد الاطباء في استراليا حول إذا ما كان من الافضل لبس كمامة واحدة اوكمامتين من أجل رفع مستوى الوقاية. تفاجأت من البحث العلمي الذي استشهد به ان الكمامة الجراحية (Surgical Mask) التي تباع بكثرة في صيدلياتنا تفاجأت انها تحمي الآخرين من الانفلونزا التي لديك وعلى العكس من ذلك فإنها لا تحميك من الفيروسات الأخرى التي لدى الآخرين. السبب يعود الى ان كفاءة الفترة لهذه الكمامة ضعيفة جدا، ولاسيما للميكروبات الخارجية التي تلتصق بها. ومن أجل زيادة كفاءة «الفلترة» فلابد من لبس خمسة كمامات دفعة واحدة ! وعليه تنصح الدراسات العلمية بكمامة خاصة تسمى (N95) وهي التي نراها مع بعض منتسبي القطاع الصحي عندما يتعاملون مع المرضى المصابين. ومن أراد ان يتعمق في هذا الباب فعليه بقراءة الورقة البحثية المعنونة بـ(Protecting healthcare staff from sever acute respiratory syndrome: filtration capacity of multiple surgical masks )

حفظ الله وطننا من كل مكروه ودمتم بخير !

mkhnifer1@gmail.com ... تويتر: @MKhnifer

مراقب ومدقق شرعي معتمد من (AAOIFI) ومتخصص في هيكلة الصكوك وخبير مالية إسلامية لصالح مؤسسات دولية متعددة الأطراف.

مقالات أخرى للكاتب