Tuesday 17/06/2014 Issue 15237 الثلاثاء 19 شعبان 1435 العدد
17-06-2014

الهلال .. بين الجهل والإذعان!!!

في يوم السبت الماضي طالعتنا وسائل الإعلام بتصريح للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يشيد فيه بالنظرة المستقبلية والرؤية الحكيمة التي يتبعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - في دعم الحوار بين الأديان والثقافات، وجهوده الحثيثة - أيده الله - في مكافحة الإرهاب والتطرف، ودعم المشروعات التي تُؤسس للأمن والسلام والاستقرار العالمي، وقد تزامن هذا التصريح الذي نعتز به من هذا المسئول الكبير بالأمم المتحدة مع الخطاب (المريب) الموجه من رعاية الشباب لنادي الهلال والذي يستفسر عن ديانة المدرب الجديد للهلال الروماني ريجيكامب (!!!) في سابقة لم نعهدها من قبل.. والأدهى والأمرّ أن رعاية الشباب وهي المرجعية الرياضية العليا، هي من تبنى هذه القضية أو هذا التوجه الجديد هذه المرة، وكأن نادي الهلال موعود في كل موسم مع إثارة مثل هذه القضايا، فمن صليب رادوي إلى أصبع إيمانا ثم قميص سامي فزوجة المدرب ريجيكامب، وأخيراً وربما ليس آخِراً ديانة المدرب..!

وفي الحقيقة لا نستغرب من الإعلام الذي أزبد وأرعد من أجل (صليب) لاعب الهلال السابق رادوي وتغاضى بل واندس في الموسم الذي يليه عن الوشم الذي غطى ذراعي محترف النصر آنذاك الكولومبي خوان باولو بينو مما يعني أن ما قالوه عن رادوي كان كلمة حق يُراد بها باطل، وقد تحقق لهم ما أرادوا حينما أعلن رادوي عن عدم رغبته بالبقاء، فغادر المملكة فور انتهاء ذلك الموسم، لكننا نستغرب بل ونستنكر أن تنجر رعاية الشباب وراء ثلة من المتعصبين لا هم لهم سوى السعي وراء الإضرار بالهلال، ولو قدر لهم تدميره لدمروه بأي طريقة كانت، فالغاية لديهم تبرر الوسيلة حتى وإن كانت هذه الوسيلة تتعارض مع التوجه الرسمي والدولي ولا يضيرهم ذلك في سبيل تحقيق مآربهم، وفي المقابل هؤلاء هم أكثر من يتحدث عن أنظمة الفيفا، وأنه يجب فصل السياسة والدين عن الرياضة، لأن ذلك يتعارض مع قواعد وأنظمة الفيفا وأكثر من يتحدث عن التنافس الشريف، ولو ذكّرتهم بطرد مدرب الهلال كوزمين من المملكة والذي يخالف أنظمة الفيفا، وأنهم تزعموا المشهد آنذاك لقالوا تلك الحادثة (غير)..!

أعود وأكرر أن المثير والمؤسف أن تنساق رعاية الشباب وهي المرجع الأول والرئيس للرياضة والرياضيين وراء هؤلاء في سابقة غير معهودة بل وخطيرة (!!)، وما حدث لا تفسير له سوى أمرين.. الأمر الأول: إما جهل بالأنظمة سواء كانت أنظمة الفيفا أو الأنظمة المحلية، وأن قدوم الوافدين أمر يتعلق بجهات الاختصاص ومنها وزارة الخارجية التي تمنح الوافد حق الدخول للمملكة من خلال القنصليات بالخارج، وهذه لديها ضوابط خاصة في هذا الشأن، أما الأمر الآخر فهو: الإذعان وهذا يعني الخضوع والانقياد وراء من أثاروا هذه الزوبعة سواء كان عبر وسائل الإعلام أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وكلا الاحتمالين غير مقبولين على الإطلاق، فالجهل أو الإذعان كل منهما أسوأ من الآخر..!

لقد جاءت ردة الفعل الهلالية، وعلى لسان رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد هشة وضعيفة، ولن تؤتي أُكلها طالما جاءت كذلك فهي حتماً ستؤدي للمزيد من التمادي والتعدي والتطاول على نادي الهلال.. فالهلاليون ما زالوا يتعاملون بمبدأ حُسن النوايا، ولا شك أن هذا أمرٌ محمود للغاية مع من يقدّر ذلك، لكن مبدأ (حُسن النوايا) هذا قد تسبب في العديد من المواقف بهضم حقوق النادي وأصبح (ما يؤكل عيش) والدليل ما حدث في الموسم الماضي، ما أدى إلى ذلك الوعيد الذي أطلقه رئيس الهلال وعلى لسان أعضاء الشرف من أن نادي الهلال لن يقبل بتكرار ما حدث ولن نقف مكتوفي الأيدي إن تكرر ما حدث، وإن كان هذا التصريح قد لاقى استحسان جميع الهلاليين وتفاءلوا منه خيراً، إلا أن الحادثة الأخيرة التي تتعلق بديانة المدرب وردة الفعل الرسمية لنادي الهلال والتي جاءت على لسان رئيس النادي أثارت مخاوف الكثير من الهلاليين فهي - أي ردة الفعل - لم تذهب بعيداً عن ردود الأفعال السابقة..!

وإذا كان بيان رئيس نادي الهلال الذي أعقب خطاب رعاية الشباب قد برأ - ضمناً - سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد، حينما ألمح لوجوده في إجازته السنوية، فإن هذا لا يعفي سموه من مثل هذه التجاوزات لرعاية الشباب بصفته الرئيس العام والمسئول الأول عن قطاع الرياضة والشباب، والمفترض من سموه وهو خير من يُقدّر أنظمة وقوانين الفيفا وهو القائم أيضاً على إحقاق الحق والعدل والإنصاف بين الأندية الرياضية، ولا نشك في ذلك بأن يضع حداً لهذا الاستهداف الذي طال وما زال يطال أكبر أنديتنا الرياضية وبشكل فاضح، بل إن الاستهداف الأخير والأخطر تزعمته رعاية الشباب الراعي والمسئول الأول عن الرياضة والرياضيين.

على عَجَل

- (الشلة إياها) من الإعلام المضاد، وفي وقت واحد انطلقوا عبر تويتر وبعض وسائل الإعلام بنقد لاذع لبيان رئيس الهلال الذي أشرت إليه آنفاً، مما يعني أنهم يتبعون منهجية واحدة متفق عليها، ووراءهم من يسيّرهم مثلما كانوا في الموسم الماضي..!

- ترى كيف ستكون ردة فعل (الشلة إياها) فيما لو كان خطاب رعاية الشباب يستفسر عن ديانة اللاعب البولندي..؟!

- حينما يتحدث بعض الإعلاميين عن قميص سامي وزوجة المدرب ريجي فأي تصنيف يستحقه هؤلاء الإعلاميون..؟!

- يبدو أن إدارة نادي الهلال كانت بحاجة لما حدث لعلها تستيقظ مبكراً وتستعد مبكراً أيضاً، فالقادم قد يكون أدهى وأمرّ إن طال السكوت أو زادت المثالية عن حدها..!

- يُقال: إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب..!

- ويقول أبو الطيب المتنبي:

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ

ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ!!

msayat@hotmail.com

Al_siyat@في تويتر

مقالات أخرى للكاتب