Friday 20/06/2014 Issue 15240 الجمعة 22 شعبان 1435 العدد
20-06-2014

ادفعوا ثمن أخطائي!!

طلبت زوجة من زوجها السفر للسياحة خارج المملكة، فاحتج بعدم مقدرته على تكاليف السفر، فعرضت عليه تحمل جميع متطلباته من تذاكر وسكن ومعيشة ومواصلات داخلية، فحك رأسه واشترط دفعها غرامات ساهر المتراكمة عليه والتي تجاوزت عشرة آلاف ريال، وغرامة تأخير تجديد رخصة القيادة واستمارة السيارة! حيث لا يُسمح له بالسفر إلا بعد تسديدها!

هذه المقايضات الرخيصة تحدث سنوياً ويستخدمها الذكور اللؤماء أمام مطالب النساء المستضعفات! بل يشهرها بعض الإخوة أمام أخواتهم حين تطلب منه توصيلها لمشوار ضروري أو الذهاب للجامعة أو مراجعة مستشفى؛ خصوصاً حين تفتقد الأب أو يكون متواطئاً مع ابنه الذكر!

ومطالبة المجتمع بدفع ثمن الخطأ يستخدمه بعض الأشخاص المذنبين حين يطالبون الناس بتسديد الديات لتسبب أحدهم بمقتل إنسان بريء دخل معه في مشادة كلامية وانتهى برفع السلاح والموت، أو بسبب حادث سير متهور لم يراع فيه الجاني تعليمات المرور.

وهكذا يبقى الجاني منتظراً بترقب واستسلام أعطيات الناس وهباتهم أو اللجوء لأشخاص يسعون في دفع الديات بنوايا مختلفة! وتنشط الصحف الإلكترونية وقنوات التواصل الاجتماعي بنشر أرقام حسابات الجناة وصورهم بمظهر بائس وملابس رثة! ويتفاعل الناس معهم لجمع التبرعات والدعاء لهم بفك أسرهم! برغم أنهم تسببوا لأنفسهم دون حياء أو وازع من ضمير! وعادة يرجعون أفعالهم السيئة للقضاء والقدر! متناسين الحديث الشريف (اعقلها وتوكل) تلك العبارة النبوية التي تدعو لتوخي الحذر والأخذ بجميع الأسباب التي تكفل الأمن والسلامة!

إن المقايضة الأسرية أو الاستجداء الاجتماعي تعد أشكالاً سيئة من الخسة والدناءة من جهة، واللا مبالاة وعدم الاكتراث من جهة ثانية. ويسهم المجتمع بتنامي هذه الظواهر السلبية، حيث يتسامح مع متاجرة الرجل بذكورته وسطوته أمام زوجته حاجتها له ويعدها من باب التعاون، برغم أن الرجل هو القوام وعليه تحمّل مسؤوليته الأسرية ونتائج أخطائه، ويستخدم الرجل اللئيم هذا التعاطف الاجتماعي عند ظهور حاجة ماسة من أخته أو أمه أو زوجته، بل إن أحد القضاة قايض زوجة طلبت الخلع بالتنازل عن حقها من زوجها عمّا نالها من عنفٍ وضربٍ مقابل حصولها على حضانة ابنها! ورضخت مرغمة، واضطرت بعدها لإجراء عمليات ترميم لوجهها وزرع أسنانها بآلاف الريالات، بينما خرج الرجل منتصراً بفضل تخاذل القاضي برغم أنه معتدٍ وظالمٍ!!

وهكذا تسير عجلة الحياة، يدفع فيها المستضعفون أو الكرماء أخطاء المذنبين اللؤماء!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب