Tuesday 24/06/2014 Issue 15244 الثلاثاء 26 شعبان 1435 العدد
24-06-2014

ليس ملاعب رياضية فحسب

بعد أن نشر الجامعات في أرجاء المملكة، وبعد أن أقيمت الجامعات في جميع مناطق المملكة امتدت إلى المحافظات ولن يكون ذلك اليوم ببعيد حينما نجد في كلِّ محافظة جامعة أو أكثر.

مسيرة تنموية لم تقتصر على الداخل فامتدت اهتمامات القائد خادم الحرمين الشريفين بأبناء الوطن في الخارج حيث امتدت أذرع الابتعاث إلى كل بقاع الدنيا، حيث ينهل شباب الوطن العلم في أعرق جامعات العالم، ومع برامج إصلاح القضاء والتَّعليم والصحة والتطبيب، وتنفيذ مشروعات الإسكان والتطوّر الصناعي وتلاحق خطوات الإصلاح والتنوير يتلقى شباب الوطن بشرى نشر الملاعب في جميع مناطق المملكة.

أحد عشر ملعبًا متكاملاً هي بمثابة مدن رياضيَّة، (استاد) يحوي ملاعب لممارسة كافة الأنشطة الشبابيَّة والرياضيَّة.

نشر الملاعب والجامعات في جميع مناطق المملكة، وفتح نوافذ العلم والصحة لأبناء المملكة يعني إقفال عدد من السجون وتخفيف اشغال الأسر في المستشفيات. فالملاعب لم تعد ساحات لتفريغ طاقات الشباب، بل إسهام في تطوّر الفكر والجسم وانتشاله من حالة السكون والكسل والخمول، وتفعيل لطاقات الشباب لتحسين الفكر والعقل والجسم، فالعقل السليم في الجسم السليم وفي الدول الحديثة لم يعد هناك اهتمام في ضرب واحد من الحياة، بل تفعيل كل ضروب الحياة وتشغيل كل مفاصل الحياة، والملاعب الرياضيَّة وفي تعميمها التي ستشمل كل مناطق ومدن المملكة ليست ملاعب فقط، بل هي مدن رياضيَّة متكاملة، تضم الملاعب والساحات وقاعات ومراكز للتطوير والفحص والتطبيب، إِذْ ستكون دائرة متكاملة لخدمة المواطن السعودي من الطفولة حتَّى الكهولة، لأن هذه المنشآت الرياضيَّة يمكن أن تسهم في رفع اللياقة البدنية والجسمانية والثقافية والصحية، لأن هذه المنشآت ستسضيف المناسبات الرياضيَّة والشبابيَّة والفكريَّة فتقام عليها إضافة إلى اللقاءات الرياضيَّة المناسبات الفكرية والندوات والاحتفالات، وتكون رافدًا لعلاج الشباب وتقويم الاعوجاج ليس في العضلات فقط، بل حتَّى في الفكر من خلال احتضان الندوات واللقاءات.

إن تكامل فعاليات المجتمع يسهل في معالجة القصور في المناشط، فالى جانب النشاط الرياضي سيكون هناك مران اجتماعي وفكري يسهم في تطوّر المجتمع السعودي الذي يشهد مسيرة نماء وتطوّر متسق في جميع المسارات وهو ما يشهده عهد خادم الحرمين الشريفين الذي يسير على نهج متوازن لتحديث المجتمع وفق خطوات التنوير الذي سيجعل من المملكة قبلة للعلم والتطوير مثلما قبلة للإيمان والعقيدة.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب