Tuesday 24/06/2014 Issue 15244 الثلاثاء 26 شعبان 1435 العدد
24-06-2014

ساينتولوجي

هل مرت عليكم هذه الكلمة؟ هذه الكلمة مجهولة ولله الحمد في العالم الإسلامي، ولكنها منتشرة في العالم الغربي وتثير الكثير من الضجة باستمرار. ماذا تعني هذه الكلمة؟

إنها تعني ديناً جديداً ظهر عام 1954م في أمريكا على يد رجل اسمه إل رون هبارد، ويقوم هذا الدين على فكرة أن البشر كائنات خالدة فقدت هويتها ونسيتْ طبيعتها. يحفل الدين بشتى العجائب في الاعتقادات، فيظنون أنّ المشاكل التي يمر بها البشر نتيجة شيء حصل في قديم الزمان، وهو أنّ إلهاً في عالمٍ آخر أخذ مليارات الكائنات من أمته ونفاهم إلى كوكب الأرض ثم قتلهم بالقنابل النووية، فخرجت أرواحهم وانتشرت في كوكبنا، ورغم أنّ تلك الحادثة حصلت قبل 75 مليون سنة، إلاّ أنّ الأرواح لا زالت تسكن كوكبنا وتتعلق بأجساد الأحياء، وهذا سبب الأمراض الجسدية والنفسية التي يمر بها البشر (!). ودين الساينتولوجي لا يعطي هذه التعاليم لأتباعه فوراً، بل شيئاً فشيئاً، ليس فقط اعتماداً على الزمن بل حتى على المال، فلن تتعلّم الاعتقاد الذي بالأعلى لمجرد أنك قضيت سنيناً في الدين، بل يجب أن تدفع المال لتتعلمه! وهذا الاعتقاد الذي بالأعلى بالذات يتحاشى رؤساء الدين أن يذكروه علناً ويهددون ويقاضون كل من يتكلم عنه، إلاّ أنّ الإنترنت والتقنية الحديثة، جعلت الأسرار شيئاً من الماضي وتسرّبت هذه المعتقدات وصارت في علم الجميع.

هناك الكثير من الغرائب المتعلقة بهذا الدين، منها أنهم يحاربون الطب النفسي، ومنها أنّ لديهم أجهزة يزعمون أنها تقيس مدى الضغط النفسي والبؤس الذي يشعر به الشخص، ومنها أنهم محترفون في مقاضاة أي شخص ينتقدهم أو يحاول كشف زيف دينهم، ولكن أشهر هذه الغرائب هو إقبال المشاهير الغربيين عليه. إنه شيء محير فعلاً، فبعض أشهر الممثلين والمغنين يعتنقون هذا الدين وينافحون عنه بشراسة، ومن هؤلاء المشاهير توم كروز وجون ترافولتا ونانسي كارترايت (التي تقلد صوت بارت سيمبسون) وبريسيلا بريسلي (زوجة إلفس بريسلي) والمغني والسياسي الراحل صَني بونو ومغني موسيقى الـ»سول» آيزاك هيز والكثير غيرهم، ولعل الدعوة تنشر بسخونة وسط الفنانين الغربيين لِما يملكونه من مال، وهذا الدين يأخذ الكثير من المال من أتباعه، ولعل هذا هو السبب الأساسي الذي جعل رون هابارد يخترع هذا الدين، أي المال، فكنيسة الساينتولوجي بالغة الثراء بسبب الأموال التي تأخذها من أتباعها، ولا أدري ما الذي يجذب الناس إلى هذا الدين الغريب، لا سيما وأنّ رون هابارد – وركزوا الآن في هذه النقطة – كانت مهنته الأساسية كاتب روايات خيالية! نعم، الشخص الذي وضع هذه الاعتقادات تخصص في الكتابة عن الأشياء الخيالية الوهمية، فكتب روايات خيال علمي شهيرة مثل «ساحة المعركة: كوكب الأرض» و «داينتكس».

هذه قصة هذا الدين الغريب، وإذا أقبل الشخص على دينٍ ذي معتقداتٍ سخيفة وهو يعلم أنّ واضع الدين متخصص في كتابة الخيال، فلا نقول إلاّ كما قال المتنبي رحمه الله:

وليس يصح في الأفهام شيءٌ

إذا احتاج النهار إلى دليل

i.alammar.11@gmail.com

Twitter: @i_alammar

مقالات أخرى للكاتب