Wednesday 02/07/2014 Issue 15252 الاربعاء 04 رمضان 1435 العدد
02-07-2014

رمضان (زمان)!!

يقول القنصل البريطاني السابق في المملكة (رودي دراموند): إن الفرق بين رمضان في بريطاني والسعودية أن (الأسرة) في السعودية هي محور الاهتمام، في حين أن في بريطانيا (المسجد) هو محور الاهتمام وهذا يقودنا بالطبع إلى أهمية المسجد في الدول الغربية كمكان للقاء الجاليات.. انتهى كلامه، وأعتقد أن المسألة لها علاقة (برمضان زمان)؟!.

وبالمناسبة أطالب البلدية بفرض رسوم على استخدام كلمة (زمان) للترويج التجاري، (فول زمان)، (لبن زمان)، (لقيمات زمان).. الخ، وطبعاً لا فيه (زمان) ولا يحزنون، المسألة اليوم (تجارية بحتة)! ومن الصعب أن تعيدنا (للوراء)، وأما المتاجرة بها فهو برأيي استغلال لمشاعر وحنين الناس (لحقبة زمنية) ولت، وذهبت بناسها الطيبين، وبكل ما فيها من خير وبساطة؟!.

لنتحدث عن (رمضان زمان) دون صبغة تجارية، ونتساءل هل يمكن أن يعود؟ وما الفرق بينه وبين (رمضان الحالي)؟ الصورة قد تكون (موجعة للبعض) عندما يتذكر أن تلك الأيام البسيطة كانت خالية من (المُلهّيات)، كان الناس فيها يعرفون معنى الصوم الحقيقي، لرمضان (نكهة خاصة)، فصورة الأب وهو ممسك بالقرآن مُلهمة لكل أفراد الأسرة بأن هناك نظام عائلي، الغني يتفقد الفقير، والمساجد تمتلئ بالمصلين من (صغار وشباب الحارة)، الذين يتحولون بعد ذلك إلى لعب (الطائرة)، كان الفيصل في كل المواعيد هو (صلاة التراويح)، أم اليوم فإن المواعيد للأسف تحددها أوقات (المباريات) و(المسلسلات)؟!.

هناك سؤال مشروع: هل السعوديون أصبحوا (بخلاء) فيما بينهم في رمضان؟!.

الإجابة محيرة مع صور العطاء والتبرع وموائد الرحمن التي تملأ الشوارع والجوامع والمطاعم وتزداد يوماً بعد آخر؟!.

قديماً كان السعوديون يتداولون الإفطار الرمضاني بشكل اجتماعي تتضح فيه أعظم صور (التواصل والتلاحم)، تجد (لستة طويلة) بالأسماء، اليوم فطورنا عند فلان، وغداً عند فلان، واللي عقبه عند فلان.. بحيث يفطر معظم الأقارب والجيران مع بعضهم البعض، ويزورون منازل بعضهم، حتى (البخيل) يعزم الناس في رمضان، ويدخلون منزله!.

يبدو أننا بحاجة للعودة إلى (رمضان زمان)، ولو على الطريقة البريطانية في المسجد؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب