Tuesday 08/07/2014 Issue 15258 الثلاثاء 10 رمضان 1435 العدد
08-07-2014

حادي بادي .. يا البغدادي!!

ألقى منْ سمى نفسه بخليفة المسلمين (أبو بكر البغدادي) خطبته المزعومة في أحد مساجد الموصل يوم الجمعة السادس من رمضان، مستخدما الميكرفون المصنوع بالغرب وموافقاً على التصوير الذي يحرمه المتطرفون، وحوله أسلحة صنعها الكفار! وجاءت الخطبة هزيلة ركيكة عدا ما اقتبسه الخليفة الموهوم من خطبة الخليفة الراشدي أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومنها (إني وليت عليكم ولست بخيركم) وما تلاها من اقتباسات أو ألفاظ وعظية تقليدية وعبارات تحمل التهديد المكشوف تحت مسمى الجهاد أو مثلما قال: (ضرورة قتال المشركين وتحكيم الشرع وإقامة الحدود) وهو يؤكد بثقة (أن هذه الغايات لا تتحقق إلا ببأس وسلطان، وأن قوام الدين هو كتاب يهدي وسيف ينصر)!

وعموما فمصطلح «خليفة» في تاريخ الدولة الإسلامية لم يكن براقا أو بريئا باستثناء الخلافة الراشدية، حيث ترافق وجوده مع الصراعات وسفك الدماء والتصفيات الجسدية، ودحرجة رؤوس المخالفين! لذا فإن العودة للمسمى ذاته لن ينال الرضى والقبول مهما أضفت عليه (داعش) الهيبة والقداسة!

وغير مستغرب ما واجهته دعوة الخليفة الداعشي للهجرة إلى جحوره من السخرية والتهكم! ولا أتوقع أن عاقلا سيلقي بنفسه للتهلكة بالسفر لتلك المهاوي، ناهيك عن الهجرة والإقامة.

ولئن ابتلي المسلمون منذ الأزل بالحركات السياسية المنشقة ذات الصبغة الإسلامية، مع توق نفوسهم للخلاص من كوارثهم وعللهم الاقتصادية؛ فقد ملّت الشعوب الوعود الوهمية، وأحبطت من تصرفات قادتها وصراعاتهم ورعونتهم، لذلك أخفقت تلك الحركات في إقناع الناس بالانضمام لها، لاسيما بعد فشل حركة طالبان التي أعادت أفغانستان لعصور ظلامية من الجهل والفقر والتخلف والضياع! وأحسب أن المجتمعات الإسلامية لن تنطلي عليها خطب النصح والوعظ مهما اقترنت - زوراً - بلباس التقوى والورع والزهد طالما رافقها الطمع والقتل والتنكيل بمن لا يتّبعها أو لا يؤمن بشرعيتها، فما بالك بمن يرفضها أو يحاربها!.

ومن سوء طالع الحركة الداعشية أنها جاءت بعد تداعيات الربيع العربي المزعوم وكوارثها والتي نال شعوبها الأذى والتشتت ولم تأت بخير إطلاقا، برغم شكلها الحضاري، أو هكذا يقدمها مُحدِثوها، بينما تأتي (داعش) مغرقة في الظلامية بانتهاجها القتل وسلوكها الطرق المؤدية لتفكك المجتمع وتفريق الناس. وليتها علمت أن سر تطور الدول المتقدمة وازدهارها هو بنيل مواطنيها الحرية وسيادة الفكر وانفتاحه، وهذه الحرية لم ولن تتوفر لدى المتطرفين، ولن يسود بينهم الفكر السوي!

وإن كان الخليفة قد تم اختياره على نمط فزورة الأطفال المشهورة (حادي بادي سيدي محمد البغدادي، إن كان الغادي بادي كم بيضة بالصحن؟) فعلى داعش السلام، وهي بداية النهاية!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب