Tuesday 08/07/2014 Issue 15258 الثلاثاء 10 رمضان 1435 العدد
08-07-2014

شرورة .. حادث لن يخيفنا

يعتقد البعض بأن ما حصل في محافظة شرورة من اعتداء إرهابي أستشهد نتيجته أربعة من رجال الأمن وهم صائمون، يعتقد البعض أنه حادث إرهابي كأي حادث من الحوادث التي تقع بين حين وآخر من قبل مطلوبين للجهات الأمنية.

القراءة الواعية لهذا الحادث مرتبطة بالوضع الأمني في المنطقة ككل، فما يحصل في سوريا وما يحصل من تطور في العراق، وكذلك التقارب الأمريكي الإيراني،ولا نُحيد الوضع في جمهورية مصر أبداً فالوضع المصري مرتبط ارتباط وثيق بكل أحداث المنطقة،ومرتبط أكثر بأي تقارب او تباعد مع المملكة العربية السعودية وأي دولة أخرى.

المملكة العربية السعودية ذات المبادئ الراسخة والسياسة الواضحة في تعاملها مع جميع الصراعات والأحداث في منطقة الشرق الأوسط جعلها في موقع المدافع القوي دائماً عن مصالح واستقرار شعوب المنطقة ككل، وليس عن مصلحتها فقط، وهذا بلا شك أوجد الكثير من العداوات، وكذلك أصبحت مستهدفة من قبل بعض الجماعات المدعومة من بعض الأنظمة الهشة في المنطقة، هذه حقيقة يجب أن يعرفها الجميع من أجل أن نعي واقعنا ومسؤوليتنا الكبيرة والخطيرة والتي تحتم علينا شعباً وقيادة أن نكون كما نحن الآن بل أفضل يداً واحدة وصفاً واحداً، حتى في أصغر الأمور وأبسطها، وأعني في نقدنا وعتبنا، يجب أن نعي أن من بيننا مدسوسين سواء في واقعنا الاجتماعي المباشر أو من خلال الواقع الاجتماعي الافتراضي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، يجب أن نقولها اليوم وبكل وضوح وصراحة، في بعض مجالس السعوديين في بعض المناطق هناك صور لملالي وآيات شيطانية ولا وجود لأي رمز وطني سواء كان صورة أو علما!!، حقيقة ما كنت أود أن أقولها لولا أن الوضع بات يشكل خطراً يجب أن تقطع فيه رقاب أي عميل أو خائن شكلاً أو مضموناً، فلا تراخي في حفظ أمن البلاد ولا نقبل بالمتلاعبين بالألفاظ، فالنار من مستصغر الشرر.

وفي عالمنا الاجتماعي الافتراضي يجب أن يعي المواطن أن من بيننا من يدعي أنه منا، بل ويتسمى بأسماء عوائل معروفة وقبائل مشهورة وهو في الحقيقة لا ينتمي لهذه الأرض ولا لهذا الشعب لا من قريب ولا من بعيد، ويتبع هؤلاء بعض المغرر بهم فكرياً، من خلال تأييدهم في بعض تغريداتهم كونهم يتكلمون عن قضايا تمس الشأن المحلي وتشكك الشعب في قيادته وفي كبار المسؤولين وذممهم، وهؤلاء المغرر بهم سريعاً ما يعودون لرشدهم ساعة ما يجدون الناصح الأمين، ولي مع بعضهم مواقف.

إن حادثة شرورة لم تكن أبداً فردية أو لقصد محدد، بل جاءت نتيجة تخطيط له ما بعده، ولكن حفظ الله لهذه البلاد أفشل ما كانوا يسعون إليه،وما نتج عنه من استشهاد عدد من رجال ألأمن الذين نسأل الله أن يجعلهم في زمرة الشهداء.

في تصريح المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أشار إلى أن سمو وزير الداخلية وجه بتشكيل لجنة لمراجعة الإجراءات الأمنية في المنافذ الحدودية، وأكد على أمر مهم ويجب أن ننتبه لهذا الأمر، ألا وهو الشائعات، وقال التركي إن الشائعات لا تخدم إلا الفئة الضالة، وأنا أثني على كلام اللواء التركي و أعتقد أن من الأخطاء الكبيرة انسياق الناس خلف الشائعات واعتبارها مصدراً موثوقاً، بينما المفروض والذي دعا له ديننا أن لا ننساق وراء ما يقال من أخبار تضر أكثر مما تنفع، وأخطر الشائعات تلك المتعلقة بأمن البلاد، فهي غالباً ما تأتي من جهات لها أهدافها التي ومخططاتها الخبيثة.

أختم هذا المقالة بالتاكيد على أننا في المملكة العربية السعودية بحمد الله دوماً صف واحد ويد واحدة، ونزداد اصطفافاً وقوة ووحدة عند حدوث أي حادث يُراد به أمن بلادنا وشق صفنا.

اللهم احفظ بلادنا وقادتنا وشعبنا من كيد كل كائد، وعبث كل عابث، ونقولها اليوم وكل يوم نحن جند عبد الله بن عبد العزيز ولن يجد أي عابث بأمننا إلا سوء المصير.

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب