Thursday 10/07/2014 Issue 15260 الخميس 12 رمضان 1435 العدد
10-07-2014

حدودنا الجنوبية ومسالك الإرهاب!

تكسرت نصال المعتدين على صخرة رجال الأمن، لا جديد في هذا الموضوع فنهاية كل معتد أصبحت معروفة للكل، شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار، فهم جاؤا مع سبق الإصرار والترصد للقتل والتدمير والاعتداء على هذا الشعب وأرضه وممتلكاته! محاولاتهم اليائسة للدخول لأراضي المملكة لا تعدوا كونها عملية انتحار جماعي يقوم به عدد منهم بين وقت وآخر، هل اليأس من أوضاعهم الراهنة يدفعهم لذلك؟ ربما! هذه ليست المحاولة الأولى التي يتسلسل فيها مطلوبون عبر حدود اليمن، التي أصبحت مصدر أذى للمملكة وشعبها وأمنها، ولم يتعظ أولئك وقد عرفوا بنهايات من سبقوهم فكأنهم الفراش الذي يأتي للضوء فيحرقه! ولم يقتنعوا بعد عدة تجارب فاشلة أن أجهزة الأمن لهم بالمرصاد وأن محاولاتهم في زعزعة الأمن ستنتهي مخيبة لما يتوقعون! اجتمع على أرض اليمن شتات القاعدة وما تبقى من المغرر بهم، بعد أن ضاقت عليهم الأرض حملوا السلاح ضد حكومة اليمن وشعبها، رغم أن اليمن في أجندتهم ليست من دول (الجهاد) التي يبررون وجودهم فيها، يقتلون هناك الأبرياء بلا هدف فكأن القتل (وظيفتهم) في هذه الحياة! ظروف اليمن الصعبة وحربها مع الحوثيين المدعومين من إيران أتاحت لهم الاختباء والتخطيط للتخريب والدمار حتى وإن كان ذلك عبر الانتحار فأرواحهم باعوها للفكرة وللقائد الذي أطال شعره واتخذ كنية وارتدى اللبس الأفغاني وهذا يكفي ليكون قائداً يحق له أن يصدر فرمانات القتل في أمة لاإله إلا الله! أضعفت إيران اليمن وأنهكت قواه في حرب طويلة بعد أن زرعت الحوثيين في اليمن كما زرعت حزب الله في لبنان! وإذا كنا ننازل إيران وشرها في لبنان وسوريا والعراق بهدف المحافظة على عروبة تلك الدول واستقلالها والنأي بها عن المخطط الإيراني! فاليمن أولى بالدعم بكل الوسائل ليبقى يمناً قوياً لا تتسلل إلينا منه شرور المعتدين. اليمن الضعيف سيبقى نقطة تجمع لكل من كره أن يعتصم بحبل الله، ويريد أن يشذ عن جماعة المسلمين ويعادي أهله وأسرته وشعبه، ويستوطن جبال وكهوف اليمن.. اليمن الضعيف يجب أن يكون قوياً لكي تأمن المملكة حدودها.. واليمن الضعيف لن يكون في صالح أمن المملكة القومي، لأن ما نستطيع الآن وأده والقضاء عليه من شرور قد يصعب مواجهته بعد أن يكبر ويستفحل أمره! وقد يكلفنا أضعاف ما قد يكلفنا الآن.

الفقر والجهل في اليمن سلاح إيران لغزو هذا البلد والفتك بوحدته كما تفعل في أي بلد عربي تصدر إليه شرورها وسخام ثورتها.

ما يمكنه ملاحظته وهو أمر يبشر بخير أن من يهاجمون الحدود بنية التفجير والتدمير هم من المطلوبين السابقين وهذا يعني أن شباب هذا الوطن قد وعوا اللعبة والخدعة فلم يعد ينضم إلى منظمات الإرهاب أعضاء جدد وهذا يعني أن التوعية بخطورة هذه المنظمات وضلالها قد نجحت في منع الشباب من الانخداع بمقولات جماعات تمتهن صناعة القتلة والمفجرين لأجسادهم دون خوف من عقاب الله تعالى في الدنيا والآخرة.

alhoshanei@hotmail.com

@alhoshanei تويتر

مقالات أخرى للكاتب