Friday 11/07/2014 Issue 15261 الجمعة 13 رمضان 1435 العدد
11-07-2014

صحافة بلا رسالة

فاصلة :

((العدل والجور لا ينجمان عن الطبيعة بل القانون))

- حكمة عالمية -

في ممارسة مهنة الصحافة لدينا توجد إشكالية في نظري خطيرة وهي عدم وجود ميثاق شرف لمهنة الصحافة والأخطر أن بعض الصحافيين لا يعرفون شيئا عن أخلاقيات المهنة.

هناك سؤال مهم يبدو أن بعض الصحافيين لا يسألونه أنفسهم قبل كتابة أخبارهم وإرسالها إلى صحفهم

«ما هو تأثير هذا الخبر إذا ما نشر في الصحيفة على مجتمعي؟»

هذا بالضبط ما جال بخاطري وأنا أرى خبرا نشرته صحيفة سبق يوم 4-7-2014

بعنوان «إنقاذ فتاة حاولت الانتحار بعد إجبارها على الزواج من شخص لا تريده»

وفي الخبر ذكر الصحافي «وذكرت المصادر أن الفتاة واجهت قبل محاولتها الانتحار بأيام قليلة، تهديدات من مسؤولات في الدار بإخراجها وتسليمها لوالدتها».

والأخطر الصورة التي نشرت وهي لسكين حاد ملوث بالدم.

ومهنيا تحمل الصورة المصاحبة للمواد الصحفية معاني أقوى من النص يتلقاها القارئ.

مشكلة هذا الخبر بدءا عدم صحته بناء على ما قرأته في إفادة نشرتها الصحيفة لاحقا من قبل الدار حيث إن «الفتاة حاولت جرح يدها بكسر فنجان الشاي» وهناك فرق كبير.

الصحافي لو سأل نفسه قبل نشر الخبر عن أثره على مجتمعه لأدرك أن نشره للخبر يسيء إلى دار الحماية والضيافة وهي مؤسسة تقدم خدمات لكثير من الفتيات والنساء اللواتي لهن ظروف أسرية صعبة ربما لا يعرفها الصحفي ولم يهتم ليعرف أي دور وأي مصاعب تعانيها إدارة دار الحماية والضيافة في مجتمع ذكوري تحارب فيه الأسر التي تعنف بناتها عمل دار الحماية والضيافة أو أي جهة تحمي الفتيات وتطالب بحقوقهن.

هنا فقط أسأل ماهو دور الصحافة الحقيقي تجاه ظاهرة العنف تجاه المرأة ومادورها في توعية المجتمع؟

أترك الإجابة للصحفي الذي فاته أن الصحافة رسالة وهي أمانة قبل كل شيء.

وأكثر ما يخيف في الأمانة حملها حين يسألنا الله يوم القيامة كيف حملناها وماذا فعلنا بها؟

nahedsb@hotmail.com

nahidbashatah@

مقالات أخرى للكاتب