Saturday 12/07/2014 Issue 15262 السبت 14 رمضان 1435 العدد
12-07-2014

(المسؤولية الاجتماعية) للبنوك السعودية!

السعادة تغمر مجالس إدارة البنوك التجارية السعودية هذه الأيام، بعد أن حققت البنوك والمصارف لدينا أرباحاً قوية، وملحوظة خلال فترة الإعلان عن (الربع الثاني) من العام الحالي، والتي صادفت أيام الشهر الفضيل!

أرباح جميع البنوك تقريباً تخطت سقف التوقعات، وزادت أعلى من المتوقع، وتزامُن هذا الإعلان مع (شهر رمضان المبارك) يجعلنا نعيد فتح ملف دور البنوك المحلية في خدمة المجتمع، والإسهام في المجال الثقافي أو الرياضي أو الصحي أو التعليمي، المجتمع السعودي هو من صنع هذه الأرباح، وقد كشفت التحليلات الأولية أن الودائع والقروض هي التي ساهمت بارتفاع الأرباح لهذه المستويات، مقارنة (بالربع الثاني) من العام الماضي، وبنسب تتراوح ما بين 10% و28%، وهذه عوائد مرتفعة جداً يستحق المجتمع أن تعود عليه بريع (ولو قليل)، عبر (برامج المسؤولية الاجتماعية) التي يبدو أنها شماعة (لتحليل القسَمّ)، لأننا نسمع عنها ولا نراها؟!

نحن سعداء بقوة اقتصادنا المحلي، وتحقيق المصارف لهذه الأرباح في ظل التوترات العالمية، وندعو لها بالمزيد من الخيرات، ولكن في نفس الوقت يجب أن تتحرك نحو دفع التقارب بينها وبين المجتمع بكل أطيافه، كما تفعل البنوك الغربية على الأقل، والتي تقوم بأدوار اجتماعية بارزه وملموسة في المدن والعواصم العالمية بين مكتبات ومعامل، وبرامج مساندة وأبحاث، وبناء منشآت رياضية ودور ثقافية، وكل هذا يمكن أن يتم في بلادنا ببساطة (فأهل الاقتصاد) يفهمون ذلك قبل غيرهم، ولكن هذه الحلقة لازالت مفقودة للأسف؟!.

نحن نحلم بتنوع برامج المسؤولية الاجتماعية للبنوك السعودية، لتسهم وتساعد في خدمة المجتمع عبر إنشاء مراكز طبية وثقافية ورياضية وتعليمية، أو حتى علاج للمرضى المستحقين في الخارج، أو التسديد عن المساجين في الحقوق الخاصة، أو تأجيل بعض القروض وتيسيرها على المتعثرين والمحتاجين .. الخ!

يجب أن تُعلن البنوك وتكشف عن برامجها لخدمة المجتمع، كما يجب أن تفكر في - إسهام مباشر - يلمسه المواطن أو يراه، فهذا يجعلنا نشعر أن هذه المصارف قريبة منا بالفعل، ولا تختلف عن بعض الشركات التي لا توازي أرباحها أرباح البنوك، ولكنها تنافس في تقديم البرامج والرعاية والتأهيل (لبنات وشباب الوطن)؟!

فهل يعقل أن هذه الشركات المتوسطة والصغيرة تساهم وتقدم برامجها، بينما دور البنوك إما أنه (غائب أو مُغيب)؟!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب