Sunday 13/07/2014 Issue 15263 الأحد 15 رمضان 1435 العدد
13-07-2014

شبابنا .. الوطن يناديكم

الإسلام أقر ردع المعتدي ودفع الصايل والذود عن الحياض وإيجاد القوة التي ترهب العدو وتردع الطامع الشرير، وتسر الصديق الوفي الذي هو بالحماية جدير، وتمنع التسلط على أملاك الغير، وتنصف المستجير، والإسلام بسماحته لا يجيز على الإطلاق الاعتداء على الأرواح والممتلكات لا هتك أعراض والمحصنات،

وهذه قاعدة شرعية، لا خلاف عليها؟ ولكن الخلاف الذي هو أن بعضا من أبناء الأمة الإسلامية، يعتبرون الصولة فضيلة، وأن الاعتداء جهاد وواجب مقدس وتركه تخاذل ورذيلة، ألم يعلموا أنهم على باطل أولم يعلموا أن ترويع الآمنين محرم شرعاً، وأن الفوضى يضيق من أسبابها الإنسان ذرعاً، إذا كانوا يعتقدون أنهم خلفاء الله في أرضه فلماذا يفسدون فيها ويسفكون الدماء التي حرّمها الله وعصمها وإذا كانوا يعتقدون أنهم يملكون الإيمان فلماذا يحيدون عنه وإذا كانوا يعتقدون أنهم يؤدون واجبا مقدسا، فلماذا يتركون اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه ويقدمون على أعمال التخريب والتخويف وإشعال الفتنة حتى في الأشهر الحرم؟ إنهم لن يستمعوا على الإطلاق إلى أصوات الحق التي تنطلق من أطهر بقاع الأرض.

وانتهكوا حرمات الله في شهر الصيام غير مبالين في يوم العرض، أن على الشعب السعودي التعلم من دروس الأيام وتقلبات الزمن واجبنا نحن هنا في الإعلام أن نوجه رسالة لهم جميعا أمراء وعلماء وكبراء وعامة الناس ونقول بكل شفافية استعد واعلموا أن زمن الرفاهية والتنعم والسفر والاستجمام ولى، لا نقول انتهى وقد يعود بحول الله، ألم تلحظوا أن زمن الأمن والاستقرار لم يعد بصورته الحقيقية التي كنا عليها، لأننا وبكل أسف نتعظ من كل جهة إلى من يحاولون النيل من كرامتنا وعقيدتنا وأمننا واستقرارنا ووجودنا كشعب كافح أجداده حتى وصلنا إلى هذه المرحلة من النعم التي نحن محسودون عليها ولهذا يتوجب علينا المحافظة على كل مكتسبات الوطن الشامخ الأبي أوليس من حقنا أن ندافع عن أنفسنا وتراثنا وأمجادنا وقبل ذلك عن ديننا وإذا كانت الإجابة بنعم فعلينا الاستعداد؟ الاستعداد ثم الاستعداد وعلى دولتنا العزيزة التي نثق بها وتثق بنا أن يكون للشباب دور مهم في أمن واستقرار البلد من خلال تجنيدهم لأن في ذلك إكراما لهم وإفهامهم أن هذا وطنهم الذي لا يمكن أن يحميه إلا أهله، أوليس من يقاتلنا هم من أبناء الوطن وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، هؤلاء تسلحوا وتدربوا على القتال وضد من؟ ضد أمتهم ومجتمعهم ووطنهم الذي احتضنهم وعلمهم، نحن أولى منهم ما داموا بهذه الصورة التنكرية بتدريب أبنائنا المخلصين من أجل الدفاع عن الوطن لأنهم مع الحق، أما من يهاجمون الوطن ويقتلون الأطفال والنساء ويعتدون على الحدود فإنهم وبكل مرارة يحملون عقيدة الباطل التي لا تؤهلهم للدفاع عن الحق؟ جندوا الشباب ودربوهم وعلموهم ولنعلم أن كل دول العالم لديها خدمة العلم أو ما يسمى بالخدمة الإلزامية، وما دام الأمر كذلك فإن علمنا الذي لا ينكس ولله الحمد لأنه يحمل (شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله) أحق من أي علم آخر بخدمته وحمايته، ولنتذكر قول الشاعر:

من لم يذد عن حوضه بسلاحه

يدمدم ومن لم يظلم الناس يظلمِ

واليوم نقول مع الاعتذار للفرزدق، من لم يذد عن دينه بشبابه، يكون ومن لم يدحر الظلم يهزمِ أننا لا نريد أن نظلم أحداً ولكنا نريد دحر الظلم والقضاء عليه، من هنا نقول الوطن يناديكم نعم

دارٍ بغير سلاح ورجال وإيمان،

تذهب ويذهب شعبها ذيهبانه،

ماضل به في عالم اليوم صدقان،

صديقك اللي ما يخون الأمانة

مقالات أخرى للكاتب