Thursday 31/07/2014 Issue 15281 الخميس 04 شوال 1435 العدد
31-07-2014

كن قوياً تحترم بين عرب وعجم

عندما نتعمق في الشأن العربي ولمّ شمله نجد الفرقة والتشتت، فجامعة الدول العربية التي أسست منذ أكثر من ستين سنة لم تعمل أي إنجازات جوهرية لخدمة الوطن العربي، فالانقسامات واردة في أي اجتماع يعقد في أروقتها أو تحت مظلتها، وهذا يؤكد أن قوانينها وأنظمتها تحتاج إلى إصلاح جذري وبناء مؤسساتها من جديد؛ حتى تكون جامعة لها حضور قوي في هذا العصر المتلاطم بالأحداث، فالحلف الأطلسي على سبيل المثال استطاع أن يفرض نفسه كأقوى حلف مؤثر في العالم من خلال اهتمامه بالدول والشعوب التي تقع تحت مظلته، خصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حيث انضم إليه معظم الدول الشرقية التابعة لحلف وارسو الذي يتزعمه الاتحاد السوفيتي السابق، وتمتعت هذه الدول بنفس المزايا التي يتحصل عليها الدول الأعضاء في هذا الحلف ولاسيما الأمور المتعلقة بالشعوب، فهم متساوون في كل شيء في الاقتصاد والتعليم والصحة والهوية الواحدة والمصالح المشتركة وتهديد دولة من دوله موجه لجميع دوله، هذه السياسة التي قام عليها الحلف الأطلسي مثلاً يحتذى به يفترض على جامعة الدول العربية أن تكون على هذا النهج أو تتجاوزه بكثير، فهي تملك المال والجغرافيا وقبل هذا وذاك تملك القيم الحضارية التي لازالت أعمالها حاضرة في الحضارة الأوروبية في الأندلس على سبيل المثال، وهي قادرة على إعادة حضورها - بإذن الله - متى ما توافرت الإرادة من خلال إصلاح شامل للجامعة العربية، بعيداً عن المجاملات فمنصب أمين عام الجامعة العربية يجب أن يكون عن طريق الانتخاب وليس عن طريق الترشيح حتى يتحرر من الضغوط التي يتعرض لها من دولته التي قامت بترشيحه، كذلك التركيز على قوة الجامعة العربية من خلال منظومة متكاملة، تكامل اقتصاد وزراعي وصناعي وصحي وتعليمي وجيش موحد وسياسة دولية موحدة، احتضان العقول العربية داخل الدول إغراء العقول المهاجرة للعودة إلى أوطانها، بهذه الطريقة نستطيع أن نعطي للعالم بأسره صورة بأننا أمة حاضرة ومؤثرة تستطيع أن تلعب دوراً مهما في فرض احترامها بين دول العالم، من خلال قوتنا وتماسكنا ووحدتنا (الاتحاد قوة) خصوصاً في هذا الوقت عصر التكتلات والمصالح التي يتم التعامل بها بين دول العالم اليوم، ولاسيما الدول الكبرى التي تكيل بمكيالين في تعاملاتها مع الأحداث ولاسيما مع قضايا الأمة العربية.

والله من وراء القصد.

- أمين مكتبة مكتب التربية العربي لدول الخليج سابقاً

مقالات أخرى للكاتب