Thursday 10/07/2014 Issue 15260 الخميس 12 رمضان 1435 العدد
10-07-2014

نوادي الفتاة للزواج

في ظل تزايد أعداد العنوسة في مجتمعنا السعودي والذي ارتفع إلى أكثر من مليون ونصف عانسة والذي تم تداوله خلال وسائل الإعلام تبادر إلى ذهني التفكير في طرح إنشاء نواد للزواج في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها نتيجة لتفشي ظاهرة عدم التواصل بين الجيران والأقارب وما فرضته المدينة الحديثة على الأسرة السعودية من واجبات التي تأخذ من أرباب الأسر معظم وقتهم في سبيل الكدح والبحث عن لقمه العيش أيضاً الجوانب السلبية الأخرى والمتمثّلة في الإدمان على استخدام التقنية الحديثة مثل الإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي والألعاب الإلكترونية وغيرها من التقنيات التي أصبحت تأخذ الاهتمام الأول بين أفراد الأسر مما جعل التواصل بين أفراد المجتمع ضعيفاً وغيّب الصورة المألوفة التي كانت سائدة في مجتمعنا السعودي.

اليوم عندما أطالب بإنشاء نواد للفتاة خاصة بالزواج ليس تقليلاً من الفتاة السعودية بقدر ما يكون تكريماً والقضاء على العنوسة التي أصبحت ظاهرة متفشية في مجتمعنا السعودي وإنشاء ناد للزواج يأتي في ظل موروثنا الاجتماعي، فنبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم تزوَّج سيدتنا خديجة بنت خويلد بطلب منها لما سمعت عن أمانته وأخلاقه. أيضاً الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يخطبون لبناتهم الرجال الذين يتوسمون فيهم الخير، فالنادي إذاً يرسّخ هذه التجارب ويجعلها قدوة للبحث عن بدائل تخدم الطريق السليم للحياة الزوجية وخصوصاً عندما يتم تأسيس هذا النوادي وفق أسس علمية من خلال أكاديمين متخصصين ولا سيما في علم الاجتماع وعلم النفس والبيئة وبإشراف من بعض أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وما يوفره من برامج تتعلّق بالسبل المؤدية إلى الاستقرار والسعادة الزوجية سوف يكون ملتقى لهؤلاء الفتيات والأسر التي تبحث عن زوجات لأولادهم، فالفتيات أمامهن وسيرتهن الذاتية كذلك والتحدث معهن مباشرة دون التدخل من أحد سوى المسؤولات في النادي اللاتي دورهن يتوقف على تقديم الخدمة التي ينتهجها هذا النادي في التعامل مع المنسوبات لديه أيضاً.

هذا النادي سوف يكسر حاجز الخوف وعدم الثقة بالنفس لدى الفتاة السعودية والذي عادة يعود للعادات التي ما أنزل الله بها من السلطان ويجعل الفتاة تحت تأثير الحياء الزائد عندما يتقدَّم أحد لخطبة ابنتهم فتجد بعضهم يطلبون من ابنتهم الصمت وعدم التحدث وكأنها خشبة مسندة بلا روح وهذه الثقافة ما زالت موجودة حتى التحدث مع الخطيب كذلك مجرد ينظر إلى شكلها وبلمحة بصر مثل أن تقدّم له كوباً من العصير أو الشاي وعندما أقول إنها ما زالت موجودة لا أنكر أن بعض الأسر تجاوزت هذه المرحلة وتعطي الحرية لابنتها والخطيب للتحدث بكل حرية، فلهذا أطالب وزارة الشؤون الاجتماعية بإنشاء هذه النوادي ويكون من برامجها ورشة تدريبية لإكسابهن المهارات في تعاملاتهن الزوجية.

والله من وراء القصد...

- أمين مكتبة مكتب التربية العربي لدول الخليج سابقاً

مقالات أخرى للكاتب