Wednesday 06/08/2014 Issue 15287 الاربعاء 10 شوال 1435 العدد
06-08-2014

إن لم تكن مع الوطن فأنت عدو له!

إذا شئت أن تعرف معادن الرجال، ووفاءهم وحسن عهودهم، ونبل أخلاقهم، وطهارة أرواحهم، وزكاة نفوسهم، فانظر إلى خوفهم على وطنهم، وتشوقهم إلى حمايته، وحرصهم الشديد عليه، إذا ألمت به الملمات، أو حف به الأعداء، أو كثر من حوله الثعالب والضباع والغربان وأشباه الذئاب.

إن الرجال الشرفاء، الذين ولدتهم أمهاتهم أحراراً لم ولن يخذلوا الوطن، لكن الخائنين والمنافقين والمتلونين والذين في قلوبهم مرض وحدهم من يفعلون ذلك، لأنهم رضعوا الخيانة والمكر والخديعة حليباً مدراراَ دون أن يعبأوا أو يكترثوا أو يرف لهم جفن، أن أصحاب الوجوه الزئبقية، والمواقف الهلامية، والتحركات العبثية، يجيدون النفاق والثرثرة والتلون، لأنهم مجرد وصوليين انتهازيين ونفعيين، متذبذبين في سلوكهم، يتحينون الفرض للانقلاب والتبدل والتحول، فعلاً وموقفاً، لغة وإشارة، غرائزهم الشيطانية تدفعهم إلى التلفيق والكذب والفجور، مآربهم وصولية بحتة، وهم على استعداد دائم لخلع جلودهم في السنة أكثر من مرة، كما تفعل الثعابين، حسب الحاجة والظرف والموقف، هم لا يتورعون عن التقلب، ولا يستحون من العيش بعدة وجوه، لهم خصال شاذة، وعقيدتهم الانتهازية غير مستقرة وغير راكدة، بسبب ضعف ولائهم لوطنهم، وضعف الانتماء إليه، ما يجعلهم يساهمون في ظاهرة التسقيط والإقصاء والتشويه، في ظل غياب عدالتهم الأخلاقية، وضياع معاييرهم الوطنية والإخلاص، نشاطاتهم كيدية، ينتشرون بخطوط متساوية ومتوازية ومتوافقه مع الأعداء، مما يؤسف له أن أصحاب الوجوه الزئبقية، والمواقف المتبدلة، من (الجنسين) تحولوا إلى معاول هدم وخراب، وفيروسات عدائية ما انفكت تسعى لوأد الوطن، وإزعاج الناس والحياة، والقفز فوق اللامنطق واللامعقول، فبدلاً أن ينصرف هؤلاء إلى البحث عن كيفية ترقية الوطن والمجتمع، وتكريس جهودهم المهنية والمهارية للارتقاء بالاثنين نحو الأفضل، نراهم يمضون أوقاتهم كلها في الثرثرة الفارغة، والتحريض والتشكيك والتثبيط، أو في التعاون مع الأعداء ومساندتهم والتخابر معهم، من أجل تخريب الوطن والنيل منه، فنراهم يمعنون في ممارسة غيهم وبهتهم وتوسيع حملات الشتائم والاتهامات المفبركة، ويوزعونها على أوسع نطاق، من أجل خلق حالة غير مرغوب فيها من الإرباك والإزعاج والقلق، الملفت للنظر أن هؤلاء الكيديين ضبابيون تشترك فيهم صفات موحدة من الكذب والزيف والتزوير وقلب الحقائق، أن هذه الحملات الرمادية التي يقودها جوقة القرود والمشاغبين، من الفاشلين والمتملقين والوصوليين والنفعيين والانتهازيين، ممن تفننوا في مهنة التشوية والتحريف والتلفيق، والتصيد في البرك الآسنة، وتخصصوا بصناعة الأكاذيب، وتعليبها وتجهيزها للتصدير والاستهلاك، لن تؤثر في الوطنيين السعوديين الأحرا، وهم الغالبية العظمى.

إن الوطن اليوم في أمس الحاجة إلى الوقوف معه ضد هجمات الأعداء الكثيرة والمتنوعة، وإلى توفير الدعم والمساندة بشتى أنواعها وطرقها وأساليبها، وحمايته من بغض المبغضين، وحسد الحاسدين، وحقد الحاقدين، وحماقات الفاشلين، ممن لا شغل لهم ولا هم سوى محاربة الوطن والعبث به، والإساءة إليه، وتدمير تنمية وقدراته ومشاريعه الهادفة، إن هذه الفيروسات الزئبقية المختبئة خلف الأقنعة الهلامية الملونة، صارت من الآفات الخطيرة، التي أخذت تنخر في قواعد الوطن وهيكله، ولابد من القيام بحملة منظمة كبيرة وجريئة لتطهير وطننا من تلك الفيروسات الشيطانية المريبة، والعمل على عدم السماح لها بالنمو والتكاثر والانتشار بيننا وحولنا وفي محيطنا، كما تنمو الطحالب والأعشاب السامة.

ramadanalanezi@hotmail.com

ramadanjready @

مقالات أخرى للكاتب