Friday 08/08/2014 Issue 15289 الجمعة 12 شوال 1435 العدد
08-08-2014

الإدارة فن وعلم

فن الإدارة يعتمد في الأصل على الموهبة الفطرية، ثم تصقل بالمناهج العلمية المتخصصة، وإنما قلت: إن الإدارة موهبة؛ لأننا نشاهد عملياً أن هناك أطفالاً يتمتعون بصفات المدير، والقيادة وهم يلعبون مع زملائهم، وتجد بعض الأطفال أيضاً يتمتعون بقدرات تنفيذية، وهكذا، وهذا من حكمة الله - تعالى - أن قسم المواهب بين الخلق؛ ليؤدي كل واحد عمله المسخر له؛ لأنه لو كان الجميع على صفات واحدة لاختل التوازن، وأهملت كثير من الأعمال والصناعات والتخصصات.

وهذه الموهبة الفطرية يجب أن تصقل بالعلم والدراسة، حتى تنتج مديراً مبدعاً، متفوقاً في الإدارة، فالموهبة وحدها لا تكفي، والتخصص الأكاديمي وحده، لا يخرج مديراً عبقرياً، كما هو مشاهد، فإننا نرى كثيراً من المتخرجين في كليات الإدارة، لكننا لا نجد إلا القلة القليلة من الإداريين المبدعين المتميزين.

فعندما نقول: إن الإدارة فن فهذه حقيقة، وربما نرى سر ذلك، ونكتشف جوهره في مجتمعاتنا أكثر من أي مكان آخر.

الحياة ومجريات أمورها تستدعي وجود دوائر هي ما ندعوه بالإدارات، مهمتها تسيير الأمور بشكل منظم، بحيث تصل المنشأة، أو المؤسسة لهدفها، وتحقق أفضل النتائج، هذا هو المفترض، ولكن قد تبتلى المؤسسة، أو المصلحة بإدارة توصلها لعكس ما وجدت من أجله، وتغوص بها ظلمات يصعب الخلاص منها!!.

إن أي موظف في أي مؤسسة هو شخص مسؤول بقدر ما أوكل إليه من مسؤوليات، وتختلف حجم المسؤوليات بحسب حجم المسؤوليات بحسب حجم الصلاحيات الممنوحة للموظف، وأي مسؤولية ينبغي أن يقابلها نفس القدر من الصلاحية، وهذا من العوامل المساعدة على تحقيق الإدارة لأهدافها.

وعندما يقوم كل شخص بواجباته، ويضيف لها إبداعاته تسير الأمور على خير ما يرام، أما عندما يتنصل الشخص من واجباته وأعماله التي تستدعي تحمل المسؤولية، ويحيلها لشخص آخر، أو لمن هو أعلى منه، وهكذا مما يجعل الروتين يطغى على العمل، ويؤدي بعد ذلك إلى فشل حقيقي، وقد يكون الأمر على العكس من ذلك حين يمنع صاحب الصلاحية مرؤوسيه من القيام بعملهم دون الرجوع إليه (المركزية في التنفيذ) وهذا ما يؤدي للتأخير في العمل، والبعد عن بلوغ الأهداف المرجوة!!

إن عمل الموظف، وهو قابع في مكتبه وراء طاولته دون الاحتكاك بالواقع يؤدي حتماً لبيروقراطية المكتب التي تؤدي بالمؤسسة للفشل الذريع!

نعم.. إن الإدارة الحكيمة هي الإدارة التي تجعل المؤسسة لوحة أبدعها فنان بغاية الإتقان والانسجام، تكونها ألوان مختلفة، ولكنها تصنع لوحة متكاملة لا تنافر بها.

لقد أخذنا المؤسسة مثالاً ليس إلا، فالإدارة قد تكون في المدرسة، وقد تكون في المصالح الحكومية، وقد تكون في المنظمات إلى ما هنالك.

إن كل إدارة قادرة على رسم لوحة، ولكن هناك فرق بين لوحة ترسمها أيد عابثة، ولوحة تمثل أسمى معاني الفن.. حقاً الإدارة فن!!

alomari1420@yahoo.com

مقالات أخرى للكاتب