14-08-2014

وعي لم يتغير من النعيم إلى المقبل

** خلال تولّي معالي الشيخ عبدالله النعيم أمانة منطقة الرياض كنت أسير بطريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول ثم توقفت عند الإشارة وإذا على يساري أخ «تشره عليه» من شكله وإذا به يخرج علبة «بيبسي» ويرميها بالطريق، فالتفت إليه وقلت له: بلطف: ليتك أخي استبقيتها بالسيارة ثم ترميها بحاوية بدلاً من رميها بالطريق، فالتفت إليّ بعدم ارتياح «إذا كنت عبدالله النعيم تكلّم!» قلت في نفسي: لست النعيم ولكنني مواطن يسوؤني عدم نظافة مدينتي! وأذكر أنني كتبت عن هذه الحادثة وقتها.

الاثنين الماضي كنت خارجاً من مكتبي ذاهباً للسيارة وإذا بشاب يخرج من سيارته ويلقي «بعلبة ماء» بجانبها.. لم أتكلم، خشيت أن يواجهني برد مثل السابق، فما كان مني إلا أن أخذت العلبة ووضعتها «بحاوية» لا تبعد سوي نحو مترين من سياراتينا وهو ينظر إليَّ، فالتفتَ إليَّ عندها وقال بسخرية «ما شاء الله توّي أدري إنك م. عبدالله المقبل».. وركبت سيارتي مغاضباً لكن لم أرد عليه وأعدت بداخلي مقولتي السابقة: «لست المقبل ولكنيّ مواطن يحب وطنه!».

ما آلمنى أن هناك سنوات طويلة بين الموقفين المتماثلين ولكن الوعي لم يتغير!!

أتساءل: أين الخلل؟

هل بنقص الوعي لدى البعض أم استمرار ثقافة اللامبالاة؟

هل هو بعدم وجود عقوبات رادعة لمن يشوه مدينته ويرمي ما بسيارته بالشارع.. وأذكر أنه صدر قبل فترة من وزارة الشؤون البلدية جزاءات على من يفعل ذلك ولكن مع وقف التنفيذ!

أم هي منابر الإعلام وعدم نهوضها بدورها التوعوي وفق خطاب لا يعتمد على خطاب تقليدي نصائحي ولكن وفق خطاب متجدد يوفر القناعة بحسب إيقاع العصر.

أخيراً: لندرك جميعاً أن حب الوطن ليس نشيداً نشدو به أو أغنية نتغنى بها ولكن حبّ الوطن: ترجمة هذا الحب إلى سلوك يحافظ على منجزه، ويسهم بالحفاظ على أمنه. الحب عطاء..!

=2=

** التعويض ليس منالاً عسيراً..!**

** كلّ «رغبة» نستطيع أن نبدّلها برغبة أخرى، ذلك عندما نّصر بجلد «أيّوبي» على تغييرها،.. مجال واحد هو الذي قد لا يستطيع أصحابه إبدالَه برغبات أخرى ذلك هو ميدان المحبين حباً صادقاً, فهذا الصنف لا يستطيع نقل عشقه إلى «ليلى» أخرى.. فالمعشوقة ليست سيارة يمكن إبدالها بسيارة مماثلة.

هذا في مجال الهوى والحب،.. أما مطالب الحياة وأمانيّها الأخرى، فالتعويض ليس منالاً عسيراً، إنني أؤمن بأننا أحياناً، يجب أن نحني رؤوسنا للعاصفة كي تمر بسلام.

إننا في الحياة بحاجة إلى «المرونة» مع الناس من حولنا.. ومن الأماني في أعماقنا.. وبهذا وحده نستطيع أن نعيش في عش هادئ، دعائمه من الحب، والارتياح والتعايش مع الأماني والناس.

=3=

** احتضان الكلمة**

** نحن نمارس فعل الكتابة البهي والباهر..

ونتساقى حبر الكلمات.. ونحاول أن نرسم من أوراقها حقولاً خضراء..!

إننا بهذه المهنة الأجمل نسعى إلى إسعاد ذواتنا بمقاربة احتضان الكلمات ونشرها أو على الأقل نبحث في حنانها في مائها الدافئ الذي يرشّ الندى على جراحنا وعلى جراح الآخرين في هذه الحياة.

=4=

**آخر الجداول**

** للشاعر: فاروق جويده

((زمان كان يسعدنا

نراه الآن يشقينا

وحب عاش في دمنا

تسرب بين أيدينا))

Hamad.a.alkadi@gmail.com

فاكس: 4565576 **** تويتر @halkadi ** ** - أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر

مقالات أخرى للكاتب