14-08-2014

لماذا توقفت (الطائرة الخاصة) للأمير متعب..؟!

في أقصى الشمال السعودي حيث المنطقة الحالمة، والإنسان الطموح، شرفت مع مجموعة من الزملاء الإعلاميين من مختلف الصحف والقنوات الفضائية، بزيارة (قوة الواجب) برفقة الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني، وكم كانت سعادتي بالغة، وأنا أشاهد رجال الحرس البواسل، وقد تسلحوا بسلاح الدين، وتحصنوا بهمة الرجال العالية، دفاعاً وذوداً عن أغلى تراب، وأعز وطن.

لم اكتف بالنظر إلى أرتال الدبابات والآليات، والجنود من بعيد، ولم يُشبع (رغبتي) الصحفية الجامحة سوى الاقتراب أكثر من هؤلاء الأسود (بشغف)، لاكتشاف ما وراء تلك النظرات الحادة، وهدير الجموع (المُزمجرة) صفاً واحداً، وللبحث عن قصص واقعية أرويها (للمُشاهد) بالصوت والصورة، لتعكس حياة هؤلاء الذين نذروا حياتهم، دفاعاً عن الوطن ومقدساته؟!.

استوقفتني نظرات (لامعة) من عين أحدهم، وهو يقف أمام (آليته) المُجهزة بكل أنفة وشموخ، حاملاً سلاحه بيده، فقلت له بتلقائية: كيف حياتكم هنا في (الحدود الشمالية)؟!.

أجابني بثقة كبيرة: أنا قدمت مع (قوة الواجب) من الرياض، وهذه الأرض (وفية لأهلها) أعرفها وتعرفني جيداً، فقد كنت مشاركاً في (حرب الخليج الثانية)، وقد سقيناها بالدماء والعرق، وأنا اليوم جاهز للدفاع عنها من جديد بالغالي والنفيس، مستعيناً بالله أولاً، ثم بخبرتي وما أملكه من قوة وتجهيز عالٍ، كما ترى!.

يبدو أن الحديث الشيق مع بقية زملائه في (عرعر)، ومعنوياتهم المرتفعه، جعلنا نتأخر عن موعد (مغادرة الطائرة) إلى رفحاء، فهرعنا مسرعين للمطار، ولكن (الوفد الأول) قد غادر بالفعل، ولم يبقَ سوى طائرة (الأمير متعب) على المدرج تستعد للإقلاع هي الأخرى!.

وما أن علم (الأمير متعب) بوجودنا خلفه بالمطار، حتى أمر (الكابتن) بعدم التحرك وفتح الباب، وتم نقلنا للحاق (بالطائرة الخاصة)، عندها قدمت شكري قائلاً: هذا تقدير (للإعلام وأهله) يا سمو الأمير!.

أجابني: أنتم شركاء معنا في (مهمة الواجب) للدفاع عن الوطن، وحقكم علينا التقدير، لكن يا (أخ فهد) الله يجعل علاقتنا معكم يا الإعلاميين (زينة) على طول الخط، وهو يبتسم!.

عندها أدركت، أن (الوفاء) الذي ربط الجندي بأرضه منذ -حرب الخليج الثانية-، هو ذات (الوفاء) الذي يحمله قائده!.

وعلى دروب الخير نلتقي،،،

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب