18-08-2014

حذار مما بعد «داعش»!

لا أحد يشك لوهلة أن داعش نبتة إقليمية لها مريدوها، وإن بصيغ مختلفة، فمن يؤمن بالإرث الذي تتكئ عليه، وهو صامت، لا يختلف عمن يمارس ذات الأفعال الشنيعة، وهنا مصدر الخطورة، ولا يتعارض هذا مع ما كتبته في مقالات سابقة من أنها أداة استخباراتية يتم استخدامها بفاعلية، فمن المسلم به أن أجهزة الاستخبارات تصنع أدواتها أحياناً، وتستخدم الأدوات الموجودة، أحياناً أخرى، كما في حالة القاعدة سابقاً، وداعش لاحقاً، مع التسليم بأن استخدام الأدوات تعتريه بعض الأخطاء الشنيعة، كما في حالة اختيار خليفة المسلمين، أبو بكر البغدادي، والذي كان بالإمكان اختيار خليفة أفضل منه ألف مرة، فيما لو تمت دراسة التاريخ بشكل أفضل!.

ومرة أخرى، لا ينفي التدخل العسكري الغربي لحماية الأقليات المسيحية، واليزيدية التي تهددها داعش أنها أداة، بل ربما أن تهديدها للأقليات جزء من اللعبة، أو أنه تحرك داعشي أكثر مما يجب، فمن يتابع التغطيات الغربية لأحداث العراق يلحظ بوضوح أن هناك تركيزا تاما على ربط داعش بالإسلام السني تحديداً، وهم يضربون على هذا الوتر منذ فترة ليست بالقصيرة، ثم إن هناك أسئلة لا يوجد لها أجوبة مقنعة، اذ كيف اختفت الأسلحة الأمريكية، والجيش العراقي في غضون فترة قصيرة من الموصل، وكيف تمددت داعش بكل حرية على مساحة شاسعة من أرض الرافدين، ومن أين يأتيهم التمويل بالعتاد، والأموال، وكيف بقيت زعيمة العالم الحر، ووراءها العالم الغربي متفرجين على حفلات جز الرؤوس، والصلب، والقطع لفترة طويلة، ولم يتحركوا إلا بعد أن ثار الرأئ العام العالمي، بعد تهجير اليزيديين، ثم يا ترى: هل لو لم يتحرك الرأي العام بهذا الشكل المحرج للحكومات الغربية، فهل كانت ستترك داعش تفعل ما تريد؟!!.

ثم السؤال الذي لم يسأله أحد: أين القوات العراقية المساندة، والتي كان لها ضجيج ملء السمع والبصر، مثل جيش المهدي، وغيره، فلم يسمع لها همساً خلال هذه الأزمة، فهل هي متحالفة مع داعش مثلاً!!، وهنا لا بد أن نتوقف عند الهدف من تركيز الإعلام الغربي على أن داعش جزء من الإسلام السني، فهل يراد هنا تطهير بقية المكونات الإسلامية، وصبغ الإسلام السني حصرا بطابع الإرهاب، وما الهدف من ذلك، ثم الأهم من كل ذلك: « هل يتوجب على الدول التي ترعى الإسلام السني في المنطقة أن تقلق من هذا الربط؟!!»، وأظن السؤال الأخير هام جداً لفهم ما يجري في العراق، وتحديداً «داعش»!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب