26-08-2014

رحيل رجل الحدود المخلص!

فقدت مديرية حرس الحدود الأسبوع الماضي قائدها ومديرها العام الفريق الركن زميِّم السواط الذي غيبه الموت إثر أزمة قلبية في مكتبه وهو يؤدي عمله.

وبغيابه فقدت بلدنا رجلا مخلصا لوطنه، مواظبا على عمله، قريبا من منسوبي إدارته الذين كان يشاركهم عملهم في ثكناتهم، ويزور مصابهم، ويحتضن أبناء شهداء الوطن، بل وأنشأ إدارة خاصة لمتابعة (شؤون أبناء الشهداء) بحيث تكون الدولة رعاها الله هي المعين لهم بعد الله ورحيل المعيل عنهم، فتوفر لهم السكن والحياة الرغيدة وتنعم أسرهم بأمن وأمان؛ سواء بسريان الراتب أو بالمكافآت المقطوعة في المناسبات والشدائد، فضلا عن تسديد كافة ديون الراحلين التي عليهم قبل استشهادهم، وهذه من الجوانب الإنسانية للفقيد.

وكان المرحوم حريصا على رفع معنويات منسوبي إدارته، حيث سبق أن كتبت عدة مقالات أشيد فيها بجهود رجال وزارة الداخلية ومنهم حرس الحدود، ذلك القطاع الذي يعمل بصمت، فبعث مديره العام السواط برسالة لصحيفة (الجزيرة) يعنيني فيها ويقول: (وإن حرصك على الوقوف جنبا إلى جنب مع حرس الحدود والإشارة إلى جهوده في عدد من المقالات يجعل معنويات رجاله عالية ويزيد من إصرارهم على تقديم المنجزات التي يفخر بها الوطن والمواطن).

والحق أن إشادتي في السنوات الأخيرة بذلك القطاع المهم الذي لم يتوقف على المسؤولية الأمنية وهي مسؤولية جسيمة من خلال حراسة حدود المملكة من جميع الجهات ودحره المتسللين والإرهابيين ومهربي الأسلحة والمخدرات؛ بل تجاوزه إلى أدوار اجتماعية غاية في الرقي الحضاري لاسيما ما يختص بالتوعية والإرشاد المنبثق من المسؤولية الاجتماعية، وحرصه على توعية الناس، حتى صار حرس الحدود في القطاعين الشرقي والغربي يساهم باقتدار بتوعية الناس (مرتادي البحر) بمخاطره خصوصاً من لا يجيدون السباحة والأطفال، وقد أنشأ لذلك لجاناً تثقيفية رسمية وتطوعية تقوم بدور حيوي.

وخلال إدارته، تجاوز حرس الحدود دوره الاجتماعي للدور الإنساني كإنقاذ القوارب العالقة بالبحر والبحث عن المفقودين، وإسعاف المصابين والغرقى وإرشاد التائهين في مناطق الحدود البرية والبحرية، وتقديم العون للوسائط البحرية، من خلال تنظيم دوريات منتظمة على مدار24 ساعة في اليوم لمختلف النقاط الحدودية.

ومن اللمسات بالغة الإنسانية لمدير عام حرس الحدود قبل وفاته تحقيق رغبة طفل مصاب بالسرطان بارتدائه الزي العسكري ومبادرته بالتحية واستقباله في مكتبه بحنان أبويّ وتواضع جم.

ذهب الفريق الإنسان زميم السواط نقيا من أوزار المنصب، وستبقى جهوده المخلصة لوطنه ومواقفه الإنسانية لمواطنيه شاهدا له رحمه الله.

وعزائي لأسرته ومحبيه ووطنه، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب