29-08-2014

النقد والفشل؟!

من أسباب عدم نجاح العرب في معظم قضاياهم العالمية، أنهم في الغالب يعيشون وهم (المؤامرة) التي تُحاك ضدهم، ولا يعترفون بأخطائهم، ويرفضون النقد، ولا يتقبلون رأي الآخرين إذا كان مخالفاً لما يعتقدونه أو يصدقونه!

أبجديات الحرية الإعلامية المُتزنة أن تقبل بانتقاد الآخرين (لنتاجك) مهما كان النقد قاسياً، وتحاول تقبل رأي الآخرين مهما كان (مؤلماً)، طالما أنه كان بعيداً عن التجريح أو الإسفاف، أو الشخصنة، وهذا ما أعتقد أن هيئة الإذاعة في (تلفزيوننا العزيز) بحاجة إليه، خصوصاً بعد (الرد الناري) الذي أطلقه رئيس الهيئة، والذي يفترض أن (صدره يتسع) لرأي الآخرين مهما كان مُخالفاً لما يعتقد، ليصبح الرد أكثر (عقلانية) ووضوحاً، بعيداً عن التشكيك في نوايا الآخرين، أو إطلاق التهم، ليدحض الحجة بالحجة، وينفي الشبهة، كونه شخص يمتلك من الخبرة الشيء الكثير، وهو يعمل على رأس هيئة إعلامية وطنية تمثل جميع (أفراد المجتمع) باختلاف ثقافاتهم وشرائحهم، ولا أحد يزايد أو يشكك في دور الهيئة، وما تبذله لإصلاح إرث مؤسسة (الإرسال المرئية والمسموعة) في المملكة، لتكون على الوجه المشرف دوماً!

ذهاب الدوري من التلفزيون السعودي، يجب أن لا يشكل عقدة لدينا، بل هي فرصة لمراجعة خطنا الإعلامي، والبحث عن مكامن النجاح لتعزيزها، والمراهنة على التطوير، ومواكبة العصر في أداء رسالة محافظة متزنة!

التلفزيون سينجح متى ما ترجل مسؤولوه من (البرج العاجي) الذي وضعوا أنفسهم فيه، ليقتربوا من الشارع أكثر، بكل تأكيد سينجح تلفزيوننا متى ما تقبل مسؤولوه النقد، والرأي الآخر، بكل ترحاب وحب، ومتى ما ناقشوا السلبيات بهدوء، ومتى ما تعاملوا مع المشاهد ببساطة بعيداً عن التكلف في الطرح، والجمود في العرض، لتسعيد (شاشتنا) مكانتها التي تستحقها!

(رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون لا يقبل النقد، ويهاجم من ينتقده، ويشكك فيه وفي نواياه) هذه المعلومة المزعجة التي للأسف يتداولها الناس، والأوساط الإعلامية، منذ الرد الناري الشهير!

هذه شهادة جديدة أن المشكلة ليست في (شاشة التلفزيون السعودي) وما يقدم فيها، بل في من (يجلسون) خلفها.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب